ذكرت صحيفة الأندبندنت في تقريرٍ ترجمه المركز الصحفي السوري، أن حوالي 40 ألف من أهالي بلدة مضايا، المحاصرين من قبل قوات نظام الأسد، قد تحولوا إلى تناول حساء العشب، بعد نفاذ كل القطط والكلاب الضالة من المدينة، هذه الحيوانات التي أصبحت ولشهور عديدة ماضية، طعام رئيسياً ووحيداً لهؤلاء المحاصرين.
وقد أظهرت صور وأشرطة فيديو التقطت داخل منتجع قديم، جثث رجالٍ ونساءٍ وأطفالٍ لقوا حتفهم جوعاً، وذلك مع دخول الحصار شهره السادس.
وها هو فصل الشتاء يحكم قبضته على البلدة، مع انقطاع تام للكهرباء، ومصادر التموين الغذائية.
وتستمر قوات الأسد وعناصر حزب الله والميليشيات الموالية بتضييق الخناق على المدينة، بالإضافة لمنع أيّ إمدادات جديدة من طعامٍ أو شراب، وقيامها بزرع الألغام الأرضية في المناطق المحيطة لمنع المدنيين من الهرب والخروج من البلدة.
وقد نُشرت صور أخرى على الفيسبوك أظهرت مواطن سوري وهو يتحضر لذبح قط ليأكله، بالإضافة لصور أخرى يظهر فيها العديد من الأطفال، الذين تظهر عليهم أثار سوء التغذية، يتناولون حساء أوراق الزيتون والماء.
وقال أبو عبد الرحمن لشبكة الجزيرة، وهو أحد السكان المحليين : لم يعد هناك المزيد من القطط و الكلاب على قيد الحياة في البلدة، حتى أوراق الأشجار التي كنا نتناولها أصبحت نادرة، واصفاً الوضع بالمأساوي، وأن الواقع على الأرض لا يمكن وصفه بكلمات.”
الوضع يزداد بؤساً يوماً بعد يوم، والناس الذين يتضورون جوعاً، يقضون أيامهم مع أقل عدد من التحركات الممكنة للحفاظ على الطاقة داخل أجسادهم.
ويقول أعضاء الصليب الأحمر أن السكان قد اضطروا إلى حرق البلاستيك للحصول على الدفء، معرضين أنفسهم لروائح هذه المواد وأضرارها.
ومع قرب نفاذ كل الحيوانات التي تعيش في المدينة، تحول سكان المدينة والبالغ عددهم 40 ألف شخص، لاستهلاك الحشائش وباقات الزهور لتوفير المواد الغذائية الأساسية، وهي ما تسد حاجة الناس البالغين والأصحاء للبقاء على قيد الحياة، بينما تشهد المدينة حالات وفاة يومية للمرضى وكبار السن وبشكلٍ يومي.
تتابع الاندبندنت تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، مع تصريح الدكتور خالد محمد لوكالة الأنباء الألمانية “جيرمانيز دوتش برس”، حيث قال “لا يمكننا توفير الحليب اللازم للأطفال الرضع، واليوم توفي طفل يبلغ من العمر 10 سنوات بسبب سوء التغذية”.
وقد ارتفع سعر كيلو الأرز، الغذاء الرئيسي للسكان، إلى 170 دولار للكيلو الواحد، وهو ما يفوق إمكانيات أغنى سكان البلدة.
أما من ناحيته فقد أكد الدكتور محمد يوسف، رئيس المجلس الطبي في مضايا، لشبكة سكاي نيوز الإخبارية، “يومياً يموت بسبب الجوع شخصين أو ثلاثة من السكان معظمهم من كبار السن أو النساء أو الأطفال.
“وأضاف قائلاً:” يستقبل المركز الطبي الذي يعمل على مدار 24 ساعة يومياً، العديد من حالات المرض والإغماء الشديدين.”
وتقع مضايا على بعد 15 ميلاً من العاصمة السورية دمشق، مركز ثقل نظام الأسد وتمركز قواته.
تأمل فرق الصليب الاحمر بإيصال المساعدات إلى مضايا في الأيام القادمة، لكن من المحتمل أن يكون للمعونات الغذائية تأثير محدود لسد نقص حاجة الناس هناك.
تختم الاندبندنت تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، بالقول في منتصف شهر تشرين الأول الماضي، سُمح لأكثر من 20 شاحنة بإيصال المساعدات الطبية والإنسانية إلى مضايا، ولكنها لم تفي بالحاجة. وازداد الوضع سوأً، مما يعني الحاجة لشحنات أكبر ومستمرة.
محمد عنان _ المركز الصحفي السوري
المقال في الصحيفة