قـــــراءة فـــي الصحــــف
اهتمت العديد من الصحف العربية بالانتخابات الأمريكية مع استبعاد أي تغيير ملموس في السياسات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط بغض النظر عن شخصية الفائز في الانتخابات.
نبدأ قراءتنا من صحيفة “الأهرام” المصرية التي عنونت في افتتاحيتها، ” الانتخابات “توصف بأنها الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة” حيث تراجع فيها مستوى أداء المرشحين فيما يتعلق بالقضايا الداخلية، ناهيك عن تباين مواقفهما بالملفات الدولية”.
وتضيف: “تتضح صعوبة التعاطي الأمريكي أيا كان الفائز في الانتخابات، أن إدارة أوباما تعمدت تقليص دورها المعهود في أزمات الشرق الأوسط، فيما يرى اللاعبون الرئيسيون في المنطقة أن نفس الإدارة ارتكبت العديد من الأخطاء، والبعض يصف هذه الأخطاء بـ ‘القاتلة”.
ويقول عبدالله موسى الطاير في جريدة الرياض السعودية: “هيلاري كلينتون إذا ما وصلت إلى البيت الأبيض سوف تشغل كثيرا من الدول بما فيها المملكة، ولكنها أيضا تقبل الحوار ولديها واقعية سياسية تستجيب للمتغيرات.. أما ترامب فليس لديه سوى لونين لا ثالث لهما هم الأبيض والأسود، وبذلك فهو إما نعمة عاجلة أو نقمة ماحقة”.
أما إياد أبو شقرا، فيقول في جريدة “الشرق الأوسط اللندنية”: “في أي وضع طبيعي، يجب أن تفوز (كلينتون) وهي الأجدر بالفوز لأنها سياسية عاقلة ومعتدلة وذات خبرة في حين أن ترامب رجل ‘شعبوي’ لا يتورع عن شيء”.
بينما يري سمير السعداوي في جريدة “الحياة اللندنية” إن “الانتخابات لا تدور حول سياسة أميركا الخارجية ولا حول قضايا استراتيجية كبرى، بل تتركز على الوضع الاقتصادي الداخلي وتحسين ظروف المعيشة، كما أظهرت مقابلات تلفزيونية مع مواطنين عاديين. إلا أن ثمة من يريد تحويل الانتخابات إلى صراع عرقي بين الأقليات وسائر الناخبين البيض التقليديين وغالبيتهم من الأنغليكانيين”.
وأما حمود أبو طالب يقول في صحيفة “عكاظ” السعودية، إن “مشكلة الكثير من دول العالم، والعالم العربي على وجه الخصوص، أنه يعوّل كثيرا على نمط سياسات الحزب الفائز وشخصية مرشحه قبل الرئاسة في حل المشاكل لدينا أو حلحلتها بناء على هذا التصور والتقييم البعيد عن الواقع، غير مدركين أن أي رئيس أمريكي هو رئيس أمريكا في البداية والنهاية، ومسئول عن شؤون ومصالح أمريكا لا غيرها من الدول”.
ويخلص الكاتب إلى أن “أمريكا ستظل أمريكا بسياسة الفريق والإدارة”.
وعلي المنوال ذاته، يري محمد كمال في صحيفة “المصري اليوم”، أن “مساحة الاتفاق بين أوباما وكلينتون وترامب بخصوص المنطقة العربية أكبر كثيرا من مساحة الاختلاف، وسوف نشهد استمرارية في التوجهات أكثر من تغيير بشأنها، وسوف يتم الحفاظ على تركة أوباما بخصوص العديد من القضايا الاستراتيجية” وخصوصاً الحرب علي “الإرهاب” والديمقراطية والعلاقات مع دول المنطقة وإيران.
في السياق ذاته، يقول جورج سمعان في “الحياة اللندنية”، إنه “لن يكون بمقدور الرئيس الأمريكي الجديد، أياً كانت هويته، أن يتعافى سريعاً من مخلفات إرث سلفه الحافل بالتعقيدات والملفات الشائكة، من تداعيات الحروب التي تنهش دولاً عربية وترهق اقتصادات دول أخرى، إلى المتاعب التي يعانيها الجناح الآخر من الحلف الأطلسي عموماً.”
ويري حسين منصور في صحيفة “الوفد” المصرية، أن “كلا المرشحين لم يختلفا عن أي إدارة أمريكية في انحيازه التام لإسرائيل والتعهد بدعمها بشكل مستمر ومنظم في كافة المجالات وأن تكون الإدارة الأمريكية صوتاً واضحاً للإيباك ورفض المقاومة الفلسطينية وفتح الباب لمزيد من الاستيطان وابتلاع الأرض الفلسطينية”.
المركز الصحفي السوري _ صحف