ردت تركيا على لسان المتحدث باسم خارجيتها، حامد أقصوي، على بيان الاتحاد الأوروبي، الذي أدان عمليات التنقيب التركية في شرقي البحر الأبيض المتوسط.
ووصف أقصوي في تصريحات نقلتها وكالة “الأناضول” التركية اليوم، السبت 16 من أيار، تصريحات الاتحاد الأوروبي “بأنها أحدث مثال على التصريحات العقيمة”.
وأدان الاتحاد الأوروبي أمس، عمليات الحفر التي تنفذها تركيا قبالة سواحل قبرص للبحث عن الغاز في البحر الأبيض، داعية أنقرة إلى وقف العمليات التي بدأت بعد توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين الأخيرة وليبيا في عام 2019.
وجاء البيان الذي طالب تركيا “بضرورة احترام حقوق السيادة في المياه الإقليمية”، بعد أيام من بيان خماسي صدر عن فرنسا واليونان وقبرص ومصر والإمارات وحمل المطلب ذاته.
وأشار أقصوي إلى أن “هذا التصور يعارض المبادرات التركية حسنة النوايا ويقف إلى جانب المزاعم غير القانونية وغير العادلة لليونان”، معتبرًا أنه على الاتحاد الأوروبي التصرف بحس سليم.
ما قبل البيان: الناتو على خط الأزمة
قدمت شركة البترول التركية “تباو” طلبًا رسميًا لحكومة الوفاق الليبية، المعترف بها دوليًا، للتنقيب عن النفط قبالة السواحل الليبية شرقي المتوسط، في 14 من أيار الحالي.
ونقلت وكالة “الأناضول” التركية عن وزير الطاقة التركي فاتح دونماز أن أعمال لاستكشاف ستبدأ فور الحصول على الموافقة، بالتزامن مع إعلان حلف “الناتو” استعداده لدعم حكومة الوفاق.
وقال أمين عام الحلف، ينس ستولتنبرغ، في لقاء مع صحيفة ريبوبليكا الإيطالية، في 14 من أيار الحالي، إنه “لا يمكن وضع حكومة السراج (الحكومة الشرعية) والجنرال خليفة حفتر (قائد الجيش الوطني الليبي المعارض) في كفة وحدة”.
لكنه أكد في الوقت نفسه أن على جميع الأطراف الليبية الالتزام بحظر استيراد السلاح.
تحركات أوروبية سابقة
الإدانات والتحركات الأوروبية ليست الأولى من نوعها في مواجهة تحركات تركيا في المتوسط، خاصةً أن ثلاث من الدول التي تقف في وجه أنقرة، أعضاء في الاتحاد الأوروبي، وهي قبرص واليونان بالإضافة إلى فرنسا.
وذكرت قناة “DW” الألمانية في كانون الثاني الماضي، أن الأوروبيين قلصوا مساعدات الانضمام المخصصة لتركيا بسبب تنقيب الأخيرة عن الغاز، وهي مساعدات مخصصة للتقارب مع الاتحاد الأوروبي.
وسبق تخفيض المساعدات، تهديدات من الاتحاد بالعقوبات وذلك في حزيران 2019، وأعرب، حينها، قادة الاتحاد عن أسفهم لعدم استجابة تركيا للنداءات الداعية إلى وقف هذه الأنشطة.
البيان الخماسي
أصدرت اليونان وفرنسا وقبرص ومصر والإمارات بيانًا خماسيًا في 11 من أيار الحالي، نددت فيه بـ”التحركات التركية غير القانونية في المياه الإقليمية القبرصية”، معتبرة أن هذه الخطوات “انتهاك صارخ للقانون الدولي”.
ةأدان البيان “تصاعد انتهاكات تركيا للمجال الجوي اليوناني”، وما وصفه بـ”الاستغلال الممنهج للمدنيين والسعي لدفعهم نحو الحدود اليونانية”.
وطالبت الدول الخمس تركيا باحترام سيادة الدول كافة وحقوقها السيادية بمناطقها البحرية في شرق المتوسط.
فيما اعتبر المتحدث باسم الخارجية التركية، حامد أقصوي أن “استنجاد” اليونان وقبرص بجهات غير إقليمية (في إشارة إلى فرنسا والإمارات العربية المتحدة) لا ينتج إلا “عن منطق استعماري وانتدابي”، متهمًا القاهرة بالتخلي عن حقوق شعبها بدلًا من الدفاع عنها.
وقال أقصوي، في اليوم التالي لإصدار البيان، إن تركيا “وجهت ضربة قوية لآمال فرنسا بإنشاء دويلة في شمالي سوريا من خلال عملية نبع السلام”، معتبرًا أن باريس سلمت نفسها لتحالف الشر الذي أُنشئ ضد أنقرة.
عنب بلدي