تناولت الإندبندنت في تقريرٍ ترجمه المركز الصحفي السوري، آخر التطورات التي تشهدها الساحة السورية وخصوصاً تلك الحاصلة في محافظة حلب، شمال البلاد، وما تمثله هذه المحافظة من أهمية على صعيد الحرب السورية، فالثوار يصارعون من أجل البقاء، والحفاظ على مناطقهم في الريف الشمالي من مدينة حلب, وخلال هجوم للجيش السوري، مدعوم بقوة جوية ضخمة من الطائرات الروسية، استطاع الجيش قطع آخر طرق الإمداد عن المناطق المحررة والواصل مع الأراضي التركية، وذلك في ضربة وصفت بالقاصمة للمعارضة السورية.
ويوم الخميس الماضي استطاعت السيطرة على العدد من القرى المحيطة بمدينة حلب، مما أوجد مخاوف حقيقية من تطويق المدينة من قبل قوات نظام الأسد والميليشيات التابعة له.
وقد دفعت التحركات العسكرية للنظام وحلفائه، خلال معارك حلب، وأثارت الشكوك حول النوايا الحقيقية للنظام وحلفائه، وسعيهم لتأمين النصر العسكري، وذلك على حساب المسار التفاوضي، وإيجاد تسوية سياسية في البلاد.
وتقف قوات الأسد وميليشيات شيعية إيرانية ولبنانية، وتحظى بدعمٍ جويٍ روسي لتخوض معارك شرسة ، مع فصائل المعارضة المسلحة والائتلاف الوطني لقوى الثورة، والذي يعتبر المكون الرئيسي للمعارضة السورية، وذلك وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، والذي يتخذ من لندن مقراً له.
وتأتي الصحيفة في تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، على القوى التي تتقاسم السيطرة جغرافياً على مدينة حلب، حيث تسيطر قوات النظام على أجزاء واسعة، بينما تسيطر قوات المعارضة سواءً كانت من الجيش السوري الحر أو جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، ولكن هذه القوى لا تقف صفاً واحداً أمام قوات الأسد والميليشيات التابعة له، بالإضافة إلى ذلك، فإن وحدات حماية الشعب الكردي (YPG) تسيطر على عدة مناطق في شمال حلب.
وقد استطاعت قوات المعارضة الحفاظ على المناطق التي تسيطر عليها منذ أن تاريخ سيطرتهم على هذه المناطق في عام 2012، وفقدانها سيمثل ضربة قاصمة في ظهر المعارضة.
ويمكن لهذه الخسارة أيضاً أن تُضعف الجماعات المعارضة، المدعومة من قبل الغرب، والتي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية، مما سيمنح التنظيم أفضلية في قادم الأيام.
وقد فرّ ما لا يقل عن 20 ألف شخص من المدينة نتيجة القتال الدائر، وقضوا الليل في معبر باب السلام مع تركيا.
من جانبه أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إقامة مخيم داخل الأراضي السورية، وتعهد باستمرار تقديم الطعام والملجأ، لكنه لم يعطي أي معلومات فيما إذا كانت حكومته ستسمح لهؤلاء بالدخول إلى أراضيها أو متى سيحدث ذلك، ويمكن أن تؤدي هذه المعركة، في حال طال أمدها، إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، كما أن الأمم المتحدة نفسها غير قادرة على إيصال المساعدات إلى المدن المحاصرة من قبل قوات الأسد، وفي حال نجاح هذه القوات بإكمال السيطرة على حلب، فإن ذلك سيجعل من الصعب جداً، إيصال المساعدات إلى هؤلاء.
وبالعودة إلى الشأن السياسي، فقد شهدت جنيف توقف مؤقت لمحادثات السلام، وذلك إثر النجاحات الكبيرة التي حققتها قوات المعارضة على حساب قوات المعارضة شمال حلب.
وقد أدانت الحكومة الفرنسية الهجوم واعتبرته السبب وراء توقف محادثات جنيف، أما الحكومة الأمريكية فقد أكدت على أنه من الصعب رؤية هذه الغارات الجوية على أهدافٍ مدنية، مما سيزيد من تعقيدات الوضع.
ختمت الإندبندنت تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، مع حث المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيري موسكو على استهداف أماكن تنظيم الدولة، بدلاً من التركيز على استهداف المعارضة السورية.
من جانبه قال ستيفان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، على استئناف محادثات السلام في 25 من الشهر الحالي.
ترجمة المركز الصحفي السوري