الإعلام جسر للعبور إلى الحقيقية، لكن خلفية وسائل الإعلام تتعلق بتبعيات مالكيها، لذلك تصبح الحقيقة معرضة للتزييف بحال كان المالك يروج لصالح جماعة معينة، وبهذا تُغيب أهم صفات الوسيلة الإعلامية ألا وهي الحيادية والموضوعية والنزاهة في نقل الخبر.
ظهرت عدة قنوات مع بدء الثورة السورية منها داعم لثورة الشعب كقناة السوري الحر، ومنها يقف إلى جانب النظام السوري كقناة الإخبارية السورية والميادين.
قناة الميادين الإخبارية جزء من شبكة الميادين الاعلامية، انطلقت رسميا عام2012 على يد مالكها غسان بن جدو بميزانية تبلغ 40مليون دولار، تابعة للقطاع الخاص ومقرها في لبنان-بيروت، بثها عبر النايلسات، قناة حددت نهجها بأنها معنية بملفات الحريات والإصلاح والعدالة الاجتماعية وحق الشعوب في التعبير الحر وتحديد خياراتها الوطنية الداخلية ومصيرها.
حرصت هذه القناة على تقديم الصورة الكاملة والمعلومة الدقيقة وعلى نقل الواقع كما هو، بلغة صحافية “محترمة”، تلتزم المهنية والتوازن، شعارها” الواقع كما هو ” لكن هل بالفعل حققت هذا الشعار وطبقت تلك المنهجية أمام القضية السورية!!، عندما شاركت بالترويج لسفك دماء السوريين وتزوير الواقع الجاري على الأرض داخل المدن السورية، وذلك بوقوفها إلى جانب النظام السوري ودعمه من خلال الترويج لبطولاته ضد الإرهابيين، والبث الدائم عن المعارك التي يخوضها جيشه، وبذلك تزيد من معاناة الشعب السوري لأنها تقدم الصورة المغلوطة عن قاتلهم، وتمدح ظلمه وقتله وتهجيره لملايين السوريين عبر طائراته وأسلحته الثقيلة بمقولة” الغاية تبرر الوسيلة “، لعل الصورة التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، كيف أن مالك هذه القناة غسان بن جدو يصافح بشار الأسد وحدها تتكلم وتوضح الصورة الجلية لمواقفها المؤيدة للنظام السوري، وهذا ما يدعو للتشكيك في حياديتها.
تعرضت قناة الميادين لحظر جديد من قبل السعودية التي كانت قد حجبت الموقع الالكتروني لها منذ شهرين وعاد للعمل، فعاودت حجبه خلال شهر أكتوبر ولا يزال الحظر مستمر، لكن هذه المرة حجبت معه جميع العناوين الموصلة لقناة الميادين، بحجة أنه يخالف أنظمة وزارة الثقافة والإعلام.
في هذا السياق يقول مدير “الميادين أونلاين” علي هاشم للميادين. نت إن “الميادين لم ترغب في إثارة ضجة حول هذا الأمر سابقاً على اعتبار أنه بالإمكان حل الأمر بهدوء، لاسيما أننا كمؤسسة نفضل عدم الانفعال في مثل هذه الظروف، لكن اليوم عاد ليتكرر الأمر وكل مواقعنا توقفت بشكل متزامن”. ويخلص هاشم إلى القول “بكل الأحوال خلال الأيام المقبلة سنكشف عن ملف متكامل حول هذا الأمر.”
مع العلم أن حملات كثيرة تحت مسمى “الميادين صوتنا” أعدت لمساندة قناة الميادين بعد حظر السعودية لموقعها، أقواها حملة في أميركا اللاتينية، قائمة على إعلاميون من كوبا وتشيلي وبوليفيا يعربون رفضهم لحظرها، بالإضافة لحركة الشعب التونسية وهيئات شعبية في رام الله، تندد بهذا العمل.
وبما أن الإعلام نافذة مطلة على أخبار العالم كله، لابد من وضع شروط تقيّد خلفياتها الإيديولوجية، لكي تصل الصورة حقيقية إلى عقول الناس، محافظة على الاحترافية الكامنة في تصوير المشهد من جميع جوانبه ومسبباته.
المركز الصحفي السوري – محار الحسن