انتقادات واسعة ضد قوات النظام من قبل الإعلام الروسي التي تتساءل عن السبب وراء تقدم الثوار السريع وخصوصا باتجاه دمشق.
وجهت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية في مقال لها انتقادات كبيرة ضد قوات النظام وأداء الاستخبارات التابعة له في العاصمة، وقالت : “كما هو الحال في تدمر، ليس مفهوما ماذا كانت تفعل وحدات الاستطلاع والاستخبارات العسكرية، ولماذا تمكنت أعداد كبيرة من التشكيلات المسلحة (لا يوجد حتى الآن رقم محدد حول عدد المهاجمين) مع آلياتها التسلل والتقدم إلى العاصمة؟ لماذا تبين وجود أنفاق في دمشق تم إعدادها مسبقا من قبل المسلحين، وعلى ما يبدو كانت أنفاقا كبيرة؟”.
وأضافت الصحيفة في مقالتها سبب التراجع تراخي وتكاسل قوات النظام وحملت المستشارين والخبراء الروس سبب تقدم الثوار: “هذه الحقائق يصعب أن نحمل المسؤولية عنها للخبراء العسكريين الروس، الذين يؤكد بعضهم أن عدم رغبة السوريين في التحرك على وجه السرعة، المصحوب دائما بكلمة (غدا) يستحيل التغلب عليه، مما يجعل إجراء استطلاع شامل للكشف عن الأنفاق ضربا من الخيال”.
وأشارت الصحيفة ان القادة التابعين لقوات النظام غير قادرين اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب ونسبت التقدم الذي أحرزته قوات النظام في تدمر وحلب للقوات الروسية “التحرك الفوري الذي أبدته الهياكل الإدارية للجيش السوري في التصدي لهجوم (الإرهابيين)، حدث من دون شك بفضل الدور الذي لعبه هنا المستشارون العسكريون الروس، إذ إن الجنرالات السوريين ليسوا قادرين على اتخاذ القرارات بأنفسهم في الظروف التي تتطلب التغيير الحاسم في الوضع الناشئ، لكن النجاح الذي أحرزه السوريون على أرض المعركة هذه المرة مدينون به على الأرجح لمقاتلي الشركات العسكرية الخاصة الروسية” بحسب ما ذكرته الصحيفة.
ونوهت الصحيفة على هروب قوات النظام من مواقعهم بعد تقدم الثوار باتجاه العاصمة دمشق “ما الذي يمكن قوله إذا كان الجنود يتركون مواقعهم بصورة ذاتية حتى أثناء المواجهات القتالية، والضباط القياديون بصعوبة بالغة يفهمون معنى الانضباط العسكري، وضرورة تنفيذ المهمة القتالية؟ والموقف نفسه يتخذه السوريون في التعامل مع الصيانة الدورية للمعدات والأسلحة، ما يتسبب في تلفها السريع”.
وأكدت الصحيفة لولا القوات الروسية لم تستطيع قوات النظام صد الهجوم وأن الجيوش العربية ليس لديها القدرات الدفاعية أو أي من التكتيكات أو الهجوم قائلا “لو بقي السوريون وحدهم من دون تدخل الروس، لأخذت عملية القضاء على الثوار الذين شقوا طريقهم إلى دمشق شهرا آخر، فالهجوم الجامح وتطويره والمناورات التكتيكية الماهرة وكسر شوكة العدو، جميع هذه الميزات ليست موجودة في أي جيش من الجيوش العربية”.
وفي نهاية المقال صغرت الصحيفة من دور قوات النظام “بطبيعة الحال وإلى حد كبير، يقع عبء العمليات العسكرية على كاهل الحلفاء الآخرين للجيش العربي السوري من اللبنانيين والإيرانيين، لكن يبقى الجنود الروس الأكثر فعالية في العمليات القتالية في سوريا وعلى جميع المستويات، من التخطيط والإدارة والإمداد وصولا الى النشاط القتالي للقوات”.
المركز الصحفي السوري