محمد مستو، زكريا الأحمد/ الأناضول
رصدت كاميرا الأناضول، أمس الخميس، الوضع في أحد المخيمات العشوائية لنازحين سوريين في ريف إدلب الجنوبي، التي اكتست خيمه ببياض الثلج، فزادت بردها بردا، وانشغل سكان المخيم الذين قدموا من ريف حماه الشمالي، بجمع أغصان الأشجار وإضرام النار، والاجتماع حولها ليحظوا ببعض الدفء، فيما يتراكض الأطفال بين ممرات المخيم، وكـأن أجسادهم الغضة اعتادت على البرد ولم تعد تأبه به، وفي إحدى زوايا المخيم طفل يلهو بلعبة قديمة، التقفها لدى مغادرة عائلته للدار هرباً من قصف النظام.
وأفاد محمد، وهو نازح من مدينة كفرنبودة، لمراسل الأناضول، بأن خيمته الصغيرة هي غرفة الطعام والحمام المطبخ وغرفة النوم في آن واحد. أما أم محمد فأكدت أن طعامهم هو العدس والأرز بشكل متواصل، وأشتكت من انقطاع مادة الخبز عنهم منذ ثلاثة أيام، بسبب موجة الصقيع وتوقف المواصلات.
وأوضح، أبو علي الكرنازي، النازح من مدينة كرناز، أنهم في هذا المخيم منذ ثلاث سنوات، ولم تسجلهم الأمم المتحدة والمنظمات العالمية الأخرى في قوائمها حتى الآن، مشيراً إلى أن هناك جمعيات خيرية محلية تقدم لهم بعض المساعدات، لكنها ضئيلة جدا، ولا تفي بالحاجات الملحة لهم.
وأضاف أبو علي “ينقصنا كل ما يلزم للحياة من مواد التدفئة كالحطب ومادة المازوت وألبسة شتوية وطعام”،لافتاً إلى أن “العاصفة الثلجية التي ضربت المنطقة، زادت حالات مرض الأطفال، في حين أن أقرب نقطة طبية إليهم تبعد حوالي 5 كيلو مترات “. وتطرق إلى حال اللاجئين السوريين في دول الجوار، مندداً بالمضايقات التي يتعرض لها اللاجئون في لبنان والأردن، ووصف” الحكام العرب بالخونة”، مضيفاً “نحن السوريون استقبلنا في يوم من الأيام اللبنانيين والعراقيين، وكانت قلوبنا دائماً مع اخواننا العرب،. وأشاد بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمعاملته الحسنة للاجئين السوريين، ووجه له الشكر على ذلك.
هذا، وتتواصل موجة البرد المرفقة بالعواصف الثلجية في سوريا، لتتفاقم معها معاناة النازحين، وخاصة أولئك القاطنون في المخيمات العشوائية، الذين نالوا النصيب الأكبر من قساوة الشتاء، فداهمهم البرد دون أن يجدوا شيئاً يصدونه عنهم، وأعياهم وأطفالهم المرض، وتشردوا بعد أن هوت خيامهم، وأغرقتها الأمطار، ناهيك عن همهم القديم الجديد، وهو افتقار مخيماتهم لأبسط الحاجات الإنسانية.