لم تهدأ غارات الطيران الحربي الجوية على مدن و قرى و بلدات المناطق المحررة في عموم الأراضي السورية منذ انطلاقة الحراك الثوري، بل ازدادت بقدوم داعمٍ جديد للنظام السوري في الأجواء وهو الطائرات الروسية.
حوالي خمسين يوماً مرّوا على التدخل الروسي العسكري في سوريا، قامت الطائرات الروسية من خلالها بشن غارات عديدة على المدن الآمنة و الجبهات المشتعلة مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى و مئات الجرحى.
فحتى آخر شهر تشرين الأول / أكتوبر 2015 بلغ عدد المواقع التي استهدفتها الغارات الروسية على الأراضي السورية 252 موقعاً 72% منها مواقع مدنية بالكامل، توزعت في 83 موقعاً في حلب و 61 موقعاً في حمص و 47 موقعاً في محافظة ادلب و 19 موقعاً بين حماه واللاذقية، أما محافظة الرقة الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية و الذي يعد
الهدف الرئيسي من التدخل الروسي على حسب زعم الروسيين كان عدد المواقع المستهدفة فيها إثنان فقط بحسب ما أورده موقع قناة الجزيرة الإخباري.
مجازرٌ مروعة و شهداء بالمئات و مصابون بالآلاف، كل هذا بفضل الطيران الحربي و المروحي الذي يستهدف الأراضي السورية، و نظراً لقلة الأسلحة المضادة للطيران التي تملكها الفصائل الثورية، عمد شباب الحراك الثوري و الجيش السوري الحر و الكتائب المقاتلة لصنع سلاح بسيط يمكّنهم قدر الإمكان من ردع الطائرات السورية و الروسية التي تواجههم.
الألغام الجوية أو كما سماها السوريون الألغام الهوائية، تقوم على استخدام بالونات مملوءة بغاز الهليوم لتوصيلها إلى السماء، و تكون مصممة بحيث يكون تأثيرها على مدى 50 متراً، و ينفجر بفعل الاهتزازات التي تصاحب مرور الطائرات بجانبه.
قامت عناصر الفصائل الثورية بإطلاق هذه الألغام عبر البالونات المملوءة بغاز الهليوم و الهيدروجين بعد ازدياد الطلعات الجوية على جبهات القتال المشتعلة في ريف حماه الشمالي و ادلب الجنوبي و حلب الجنوبي، إذ كانت الطائرات الحربية تتعمّد باستهداف صواريخها لمنازل المدنيين في البلدات و القرى الخارجة عن سيطرة قوات النظام.
يحوي اللغم الهوائي على مواد شديدة الانفجار يقووم البالون الهوائي المعلّق بطرفه برفعه لمستويات مختلفة، فيقوم بالانفجار تلقائياً عند ملامسة جسم الطائرة أو عند قوة الاهتزازات الناتجة عن هدير الطائرات، كما يمكن لمن يطلقه تفجيره يدوياً عن بعد.
تقوم فكرة استخدام هذا السلاح، على إطلاق عدد كبير من تلك الألغام في وقت واحد بهدف تغطية مساحات واسعة تشتت مسار الطائرة المقاتلة، لتبعدها عن مناطق المدنيين و محاولة بتجنّب قصف المناطق المأهولة بالسكان.
الحاجة أم الإختراع، هذا ما دفع السوريين للكفّ عن طلب المساعدة من الدول الأخرى للتصدي لهجمة القمع العنيفة التي تتعرض له المدن و البلدات السورية، و البدء بصنع أسلحة بطرق بدائية و حسب المواد الأولية المتوافرة بين أيديهم، علّهم يردعون ولو القليل من آلة القمع التي تواجههم، في ظل صمت رهيب من المجتمع العربي و الدولي جرّاء ما تسببه غارات الطيران الحربي و براميل المروحيات التي تنهمر عليهم يومياً.
المركز الصحفي السوري – محمد تاج