قال الرئيس السوري بشار الأسد إن الدعم الروسي لبلاده كان محوريا لتعزيز الانتصارات العسكرية التي حققتها قواته في الفترة الأخيرة، مشيدا بدور كل من إيران وحزب الله اللبناني، واعتبر أن فشل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة كان وراء سقوط مدينة تدمر في قبضة تنظيم «الدولة»، وقدّر حجم خسائر الحرب بـ200 مليار دولار، معتبرا أن إعادة الإعمار ستكون عملية رابحة بالنسبة للشركات التي ستساهم فيها واعدا الدول التي دعمته بالاستئثار بها.
وأكد الأسد في حديث مع وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء نشرته أمس، إن «إعادة الإعمار، عملية رابحة في جميع الأحوال، بالنسبة للشركات التي ستساهم فيها، وتوقع في هذه الحالة أن تعتمد العملية على ثلاث دول أساسية وقفت مع بلاده خلال هذه الأزمة، وهي روسيا والصين وإيران». وأضاف أنه من غير المرجح انخراط الدول التي وقفت ضد سوريا، وعنى بها ـ الغربية ـ بالدرجة الأولى، في عمليات إعادة الإعمار.
وأعلن الأسد أن فكرة وجود فيدرالية ليست طرحا عاما في سوريا، وهو أمر لايحظى بموافقة الشعب، لافتا إلى ضرورة عدم الخلط بين بعض الأكراد الذين يريدون النظام الفيدرالي، وكافة الأكراد في البلاد، لكون معظمهم يرغبون بالعيش في ظل دولة سورية موحدة.
وعلى صعيد متصل، قال الأسد إن صياغة الدستور السوري الجديد «ربما ستكون جاهزة خلال أسابيع»، مشيرا إلى أن «الخبراء موجودون، وهناك مقترحات جاهزة يمكن جمعها، فيما الأمر الذي يتطلب الحيز الأكبر من الوقت هو مناقشة المواد الدستورية، والأمر الأهم لا يكمن في عامل الوقت، وإنما في العملية السياسية التي سيتم تطبيقها بموجب الدستور».
وحول كيفية تشكيل الحكومة الانتقالية في بلاده، قال الأسد: «هذا هو الهدف من جنيف، حوار سوري ـ سوري، نتّفق فيه على طبيعة هذه الحكومة، طبعا نحن الآن لم نضع تصورا نهائيا لهذه الحكومة، نظرا لأن الأطراف السورية الأخرى لم توافق على المبدأ بعد». وأستطرد «يقتضي المنطق تمثيل القوى المستقلة في الحكومة المنتظرة، على حد سواء مع قوى المعارضة، والموالية للدولة».
وأشار إلى وجود الكثير من المسائل التفصيلية التي لابد من أن تخضع للنقاش بين أطراف المفاوضات في جنيف، معتبرا أن هذه القضايا غير معقدة، وقابلة للحل بمجمله.
من جانبها عارضت واشنطن تصريحات بشار الأسد، واعتبرت أن رئيس النظام السوري يجب أن لا يكون جزءا من أي حكومة وحدة وطنية انتقالية. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست في رده على مقابلة قال فيها الأسد إن نظامه يجب أن يكون جزءا من الحكومة الانتقالية، إن مشاركة الأسد «أمر غير مطروح للنقاش، مدعما بذلك آراء المعارضة السورية.
القدس العربي