صحيفة الرأي الأردنية -صالح القلاب
أشار القإب إلى أن بشار الأسد وللمرة الأولى منذ انفجار الأزمة السورية, قبل أربعة أعوام ويزيد, يضطر لقول الحقيقة المرة، مشيرا إلى أنه اعترف في لقاء مع صحيفة “إكسبرس” السويدية بأن الوضع في سوريا: “أكثر خطورة وأكثر سوءاً”، ولفت إلى أنه بدل أن يتحلى بالشجاعة, التي تقضيها مصلحة بلد حكمه هو ووالده لنحو خمسة وأربعين عاماً وأوصلاها إلى هذه الأوضاع المأساوية التي وصلت إليها, بادر إلى الهروب بعيداً وحمَّل “التدخل الخارجي” مسؤولية مشكلة “غدت معقدة” حسب رأيه ووجهة نظره، ورأى القلاب أن الأزمة السورية أصبحت الآن قضية منسية بات الأفق مسدوداً أمام الحلول السياسية بعد إفشال “جنيف1” واختراع لقاءات موسكو التي هي كمن يفاوض ويحاور نفسه، مبينا أن بشار الأسد عندما يقول: “إن الوضع في سوريا أكثر خطورة وأكثر سوءاً” يعترف بحقيقة أن الحلول العسكرية التي أعتمدها وبقي يصر عليها قد فشلت فشلاً ذريعاً وإنَّ عليه أنْ يتحلى بالشجاعة المطلوبة في مثل هذه الظروف وأن يعلن استعداده للتنحي على أساس مقترح “المرحلة الانتقالية” حفاظاً على وحدة بلده وعلى وحدة الشعب السوري، وأكد القلاب أنه قد ثبت بعد أربعة أعوام أنَّ القوة المستوردة, الإيرانية والروسية, قد فشلت أمام تصميم الشعب السوري على تحقيق أهداف ثورته، ولهذا فإن الأفضل لبشار الأسد ألَّا تبقى تأخذه العزة بالإثم فالشجاعة هي أن يضحي المسؤول بكرسي الحكم من أجل الحفاظ على وحدة شعبه أمَّا الاستمرار بالإصرار على إدارة الظهر لحقائق الأمور فإنَّ ثمنه سيكون نهاية كنهاية قادة الصِّرب الذين كانت نهايتهم محاكم الجرائم الدولية.