أجرت الصحافية الروسية داريا إسلاموفا لقاء مدته اربعين دقيقة مع الرئيس السوري بشار الأسد. الأمر الوحيد الذي شغل بالها هو نقل الأوهام الروسية عن إندلاع حرب عالمية ثالثة.
يستسهل الرئيس السوري الكلام عن الحرب المندلعة على أرضه، فيخفف الأسد من روع اسلاموفا في جوابه “إذا حلينا أزمة الإرهابيين سيكون المشهد اقل تعقيداً.”
المقابلة التي أجرتها صحيفة كومسومولسكايا برافدا الروسية أثارت موجة من الإستهزاء والإستنكار من قبل أطراف عدة، فبداية وجهت الصحف انتقاداً لاذعاً بسبب طريقة جلوس الصحافية داريا اسلاموفا بحيث بدت في مظهر ندي مع بشار الأسد وإنتقد اخرين طريقة جلوسها غير اللبقة، وأردف البعض قائلاً ان مظهر الصحافية وأسلوب جلوسها يعكس هيمنة روسيا على سوريا وقلة احترامها لبروتوكول المقابلات الرئاسية.
كذلك، بدا الرئيس السوري شخص ينفذ الشروط الروسية دون مراوغة، ويتحدث بإسم موسكو لا بإسم سوريا، ينطق بإسم المخاوف الروسية من تداعيات الصراع في بلده اصبح بين موسكو وواشنطن.
اسلاموفا عجزت عن إخفاء تفوقها حتى على الرئيس السوري، فإستطاعت إظهاره بصورة رجل يكرر الكلام تلقائياً ويهز رأسه موافقاً، فلم يتوانى عن اظهار نفسه كرجل “البندقية للإيجار”، فتسأله اسلاموفا هل توافق على ان الحرب في بلادك هي حرب روسية – اميركا؟ أجابها «نعم لسبب بسيط يتعلق بما قلته ان القضية هي مكافحة ارهاب. روسيا ارادت محاربة الإرهاب لأسباب مختلفة وليس من أجل سورية وحسب.»
وعلى عكس كافة المقابلات الصحافية الإحترافية خرجت الصحافية اسلاموفا عن شروط اللقاءات الصحفية، فتارة تتدخل لمقاطعة الأسد واحياناً اخرى تبدي رأيها كقولها «انه امر سخيف، سخيف جداً، ان تقنعنا تركيا بأنها تحارب الإرهاب وهي من صنع داعش»، يضحك الأسد كالأطفال معلقاً «بالطبع، بالطبع هم صنعوا داعش».
نضحت المقابلة بالسوريالية والكم الهائل من الإستخفاف ومحاولة مج العقول فهي خالية من حيادية المحاور التي يجب ان يتحلى بها الصحافي. الصحافية الروسية وضعت سلة افكارها وعواطفها وإنبهارها بدولتها العظمى الغارقة في وحل الصراع السوري والمعزولة دولياً فبدأت إسلاموفا فرد أفكارها واحدة تلوى الاخرى كسؤالها «هل تعتقد اننا نحن الروس اخطأنا عندما وثقنا في اردوغان الخائن؟»
خيب الأسد امال اسلاموفا، فقد أجابها هذه المرة “كلا أنا أنظر للقاء الروسي التركي بإيجابية..”تنتقل الكاميرا إلى إسلاموفا.. أقضبت عيناها.. ثم نفضت اكتافها وكررت عبارة الأسد بإستهجان.. علاقة إيجابية؟ تسكت إسلاموفا قليلاً ثم تجمهر أكتافها عالياً قائلة له لماذا إيجابية؟
إقرأ أيضاً: الحرب السورية تستهلك روسيا مادياً وعسكرياً: «القيصر» سقط في فخ التعارض الأمريكي
إسلاموفا تشبه روسيا كثيراً. تدخل بإستطرادات تتجاوز احياناً الأربعين ثانية، تصل بها الأفكار إلى العلاقة السرية التي تجمع إسرائيل بداعش، وتنهر بالأسد بالقول له «لماذا لم ترسلوا السوريين إلى الجبهة، لماذا لم تعلنوا التعبئة العامة؟»
الجنوبية