قال السفير السوري السابق لدى المملكة الأردنية الهاشمية، والمبعد من هناك، باعتباره شخصاً غير مرغوب فيه، اللواء بهجت سليمان، إن الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، هو “أول رئيس عربي يحكم سوريا”. وبالتالي، فإن ابنه بشار حافظ الأسد، هو الرئيس العربي الثاني الذي يحكم البلاد!
وقال في منشور على “فيسبوك” يعود تاريخه إلى 13 من الجاري، إن “أول رئيس عربي سوري، في تاريخ سوريا، كان حافظ الأسد، ولذلك كان عداء دول الاستعمار القديم والجديد له شديداً”.
ولمّا جاءه تعليق باسم “الربع الخالي” يسأله عن الخلفاء الأمويين والعباسيين بأنهم عرب، فيقول له، إن الأسد الأب أول رئيس عربي حكم سوريا “بعد سقوط الخلافة الأموية”.
وبعد تصريح السفير السابق، وضابط المخابرات الذي أشرف على “تربية وتنشئة” رئيس النظام الحالي بشار الأسد، بأيام معدودة، ظهرت موجةٌ من الصفات “التقديسية” الجديدة التي يعود ويطلقها أنصار النظام السوري على أنها من صفات الرئيس السابق حافظ الأسد.
فقد نشرت صفحات موالية “لآل الأسد” كونها تشتمل على ذكر الأب والابن وبقية أفراد الأسرة، في الساعات الأخيرة، صورة لم يتم التحقق من تاريخ التقاطها، لقبر الرئيس السابق حافظ، وكتبت عليها عبارات “تقديسية” له.
من مثل ما ذهبت إليه صفحة “مدرسة القائد الخالد حافظ الأسد” حيث وضعت صورة لقبره، وكتبت عليها: “مقام القدّيس حافظ الأسد”.
وتذكر الأنباء أن الاسم الذي كان أنصار آل الأسد يلحقونه باسم الرئيس السابق حافظ، كان “الخالد”، وأصبح نموذج تسمية يستخدمه الموالون ويرد في الإعلام الرسمي، فيقال: “القائد الخالد”.
أما الآن، على مانشر في المصادر الموالية التي طالعها “العربية.نت” فإن الصفة انتقلت من “الخالد” الى “القدّيس” و”المقدّس”.
وعُلم أن بعض الصفحات لم تكتف بـ”القدّيس” فرأت أن تمنحه اسم “المقدَّس” كما فعلت صفحة “شبكة أخبار جبلة لحظة بلحظة” (وهي صفحة موالية من قلب البيئة الحاضنة لنظام الأسد في الساحل) حيث وضعت الصورة ذاتها لقبر حافظ الأسد وكتبت عليها: “من مقام المقدّس.. القائد الخالد حافظ الأسد”.
أي أنه، أيضاً، أصبح “مقاماً” وهو تعبير عادة مايتم استخدامه، حصريا في البيئة الحاضنة للأسد في الساحل، لو كان القبر لشخصية دينية، فقط. فلا يقول أهل المنطقة هناك لفظ “مقام” إلا لو كان المدفون فيه شيخاً وله “كراماته” بالنسبة إليهم، كما يؤكد المطلعون. ولهذا فإن التسمية الرسمية للقبر، تكون الضريح. أما “المقام” فإن مطلقيه ربطوه بالاسم الجديد الممنوح للمدفون في داخله، وهو “المقدس والقديس”.
ولفت في هذا المجال، أن مفردة “المقدّس” بدأت بالانتقال من الصفحات العامة للموالين، الى الصفحات الشخصية الموثّقة، كصفحة أنس محمد يونس، وهو رئيس مجلس أمناء مؤسسة موالية، فكتب، بعدما نشر صورة لابن بشار الأسد، حافظ، مانصّه: “يحمل اسم المقدس الأب المؤسس حافظ الأسد”.
وطبعا لحقت بركب “المقدّسين” صفحات معروفة أخرى كالصفحة التي تُدعى “العميد ماهر الأسد.. مكتب الأمن فرع المعلومات قسم اليوتيوب” فنشرت صورة القبر ذاتها، وكتبت عليها: “من أمام ضريح المقدّس الخالد حافظ الأسد”. ثم تولّت تعليقات إكمال ما بدأ في “التقديس” فكان التعليق الأبرز عليها هو: “عليه السلام” أو “قدّس الله روحك وأنار ضريحك”، وسواها كثير، في هذا السياق.