تختص بلدات ومدن محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، كما باقي المناطق السورية بعادات وتقاليد، توارثتها من الحضارات والعوامل الثقافية التي تعاقبت عليها، حيث تعد مظاهر الأفراح، والأتراح من أبرز المناسبات التي تميز مناطق الجزيرة السورية.
مجالس العزاء
فقد اعتاد المسلمون في تلك المناطق على وضع خيم للعزاء لكل من الرجال والنساء، كل على حدة، أمام منزل المتوفى أو المقربين منه، حيث يجتمع فيها أكبر عدد من الناس يتبادلون الأحاديث بينهم، وتقدم القهوة المرة كمشروب خاص بالمناسبات، إضافةً إلى أن البعض من الأهالي يحيون مولداً دينياً في اليوم الثالث من العزاء، حسب ما تحدث به عدد من سكان ريف الحسكة لـ ARA News.
تبدل الأحول
وأضافوا أنه «وفقاً لتغير الأوضاع وازدياد الخطورة من حدوث التفجيرات وسط تلك التجمعات من الناس، غير معظم الناس من عاداتهم في العزاء، فقد ألغوا نصب الخيم حرصاً على الأمن والسلام، والبعض منهم حول مدتها إلى يومين، فأصبحوا يتجمعون في منازل ذوي المتوفين، أو على الشرفات والأسطح مع التنبيه والحذر من دخول أشخاص مجهولين».
كما أكد محمد خير خليل، أحد المواطنين في مدينة الحسكة لـ ARA News أن «فكرة إلغاء مجالس العزاء كانت قد طرحت من قبل العديد من رجال هذه المدينة، تماشياً مع طبيعة الظروف التي تمر بها الحسكة، كونها تعرضت للكثير من التفجيرات في فترات سابقة، إلا أن البعض الآخر بقي محافظاً على العادات القديمة، وبشكل خاص العائلات المرتبطة مع عشائر أو قبائل في المنطقة».
الأفراح وتغير أحوالها
أما بالنسبة للأفراح التي تقام في مناطق محافظة الحسكة المختلفة فهي ذات طابع واحد في مختلف مناطق المحافظة، بخلاف مجالس العزاء.
إلا أنها تبدلت بعض تفاصيلها وفقاً للظروف الحالية، كإحيائها لسبعة أيام متتالية وتقديم الولائم خلالها، وإحياء الدبكات والرقصات الشعبية على أنغام الطبل والمزمار خلال تلك الفترات، إلى اقتصارها على مدة ثلاثة أيام بالطقوس ذاتها، واستبدال الخيم والساحات العامة بالصالات المخصصة للأفراح في المدن، إضافةً إلى أنها كانت تمدد من ساعات ما بعد العصر إلى أوقات متأخرة من الليل.
كما أنها ومع اختلاف الظروف المعيشية بعد بدء الأزمة السورية الممتدة على مدى أكثر من أربع سنين، أصبحت الأعراس في تلك المناطق تقام وقت الظهيرة، ولا تمتد إلى وقت الغروب، وتقام أغلبها في الصالات المخصصة والقريبة من مراكز المدن، والتي عادةً ما يتناوب عدد من الرجال على أبوابها تحسباً لأي طارئ.
واعتبرت شيندا سعد الدين، من الحسكة في حديثها لـ ARA News أن «الأعراس أصبحت مجرد واجباً نقوم به تجاه أقربائنا ومعارفنا، لأن كل الأحداث في المدينة على مدى العام الماضي، لم تبق مكاناً للفرح في قلوبنا، وبالرغم من ذلك فالحياة تستمر».
من جهة أخرى فقد أكد عدد من أهالي الحسكة لـ ARA News أن «تلك التغيرات التي حدثت في عادات الفرح والعزاء، خفف كثيراً من التكاليف المالية الكبيرة التي كانت تترتب على مقيميها».
ARA News / آينور محمد – الحسكة