الأبناء و مواقع التواصل الإجتماعي

لم يستطع “شادي” (15 عاماً) مقاومة سحر التكنولوجيا وتوابعها فهو يستيقظ منذ الصباح الباكر وقبل أن يتناول فطوره أو يرتدي ملابسه استعداداً للذهاب للمدرسة يجد نفسه منكباً على محموله الخاص أو هاتفه ذو التقنيات الحديثة، لتفقد رسائل أصدقائه ودردشاتهم عبر مجموعاته الخاصة.
شادي ليس الوحيد بين أقرانه فمثله مثل الكثيرين ممن شغلهم وسائل التواصل الاجتماعية عن واجباتهم اليومية، وعما يدور حولهم ليكونوا الأقل سعادة بعد أن فاضت تطبيقات الدردشة التي تحمل الكثير من المحتوى غير المناسب لأعمارهم.
بالطبع لا يعي الأطفال والمراهقون ما مدى مخاطر مواقع التواصل النفسية والاجتماعية نتيجة استخدامهم الحواسيب والأجهزة الذكية وهنا تكمن الخطورة الأكبر.
كما أن ساحات التواصل الاجتماعية لا تخلو من معلقين ومغردين ونجوم في العالم الافتراضي معظمهم دون السن المحدد لمستخدمي تلك التقنية
لحماية هؤلاء حددت شبكات التواصل حداً أدنى لأعمار مستخدميها، عندما نشأ فيسبوك حدد 17 عاماً عمراً أدنى لمستخدميه بعدها خفض السقف إلى 13 عاماً.
تويتر وضع العقبة عند 16 عاماً أما اليوتيوب لا يسمح بالوصول إلى محتواه للذين هم دون سقف 17 عاماً، عداك عن وضع دول كثيرة قوانين تمنع الأطفال من استخدام منصات التواصل مثل “السويد” التي حددت العمر الأدنى 16 ومن هم دون ذلك عليهم الحصول على موافقة والداهم.
ويأتي السؤال الذي يطرح نفسه تلقائياً، هل إجراءات الدخول على التطبيقات تحدد من عدد المراهقين والأطفال للولوج إلى هذا العالم؟
يبدو من الصعب التأكد من صدق بيانات أعمار المستخدمين فتلك المعلومات يسهل التلاعب بها وكثيرون ينشؤون حسابات وهمية وفي أحسن الأحوال معلومات مضللة.
ولسلبيات استخدام الأطفال لمواقع التواصل شكل آخر من المخاطر الموجه إليهم وجهاً لوجه، كون المراهقين والأطفال لم يبلغوا سن العشرين ولم يكتمل لديهم بناء جزء من الدماغ المسؤول في تحديد عواقب الأفعال مثل “الشتم”.
كان شاهدنا أبو شادي من مدينة إدلب يروي لنا قصة معاناته بغصة في الكلام قائلاً “لم يدرك ابني علاء مدى خطورة شتمه لأحد الأشخاص المقربين من عائلتي ومدى تأثير ذلك الخطأ مستقبلاً على حياته الاجتماعية، لن أغفر لنفسي تقصيرها بمتابعة طفلي ومنعه من استخدام تلك الوسائل بسنن مبكر”.
على الرغم من وجود السن القانوني لدخول شبكات التواصل إلا أن 30% من المشتركين في الشبكات الاجتماعية دون السن القانوني مما يدل أيضاً على أن الشبكات الاجتماعية هي شركات ربحية همها الرئيسي ذكر عدد المشتركين وزيادتها، وهنا يظهر دور الآباء قوياً وبارزاً من خلال نصح الأبناء أو منعهم بطريقة المحبة والتقرب والثقة المتبادلة، وعدم السماح لهم بأخذ وقت طويل على مواقع التواصل.
بيان الأحمد
المركز الصحفي السوري

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

 

المقالات ذات الصلة

النشرة البريدية

اشترك ليصلك بالبريد الالكتروني كل جديد:

ابحثهنا



Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist