قالت صحيفة تلجراف البريطانية: إن استقالة وزير الدفاع الأميركي ستعمل حتما على إثارة الشكوك حول فعالية نهج الرئيس أوباما في التعامل مع مجموعة مقلقة من مخاوف الأمن القومي، وإن مجيء الاستقالة في يوم انهيار محادثات فيينا النووية يشير إلى أن البيت الأبيض يسعى جاهدا لصياغة استراتيجية ذات مصداقية لمواجهة واحتواء أعداء الولايات المتحدة في الخارج.
وأضافت الصحيفة أنه رغم المدح الذي وجهه أوباما لوزير دفاعه المنتهية ولايته، إلا أن كل المراقبين في واشنطن يدركون أن هيجل لم يخرج من الوزارة طواعية.
وأضافت الصحيفة أن المفارقة في طرد هيجل هي أن أوباما اختاره منذ البداية لمعارضته لحرب العراق التي عارضها أوباما أيضا، إلى أن هيجل ومذ أصبح وزيرا بات مؤيدا قويا لتنفيذ عمل عسكري حاسم لردع التهديد الذي تمثله الدولة الإسلامية في العراق والشام.
وأوضحت الصحيفة أن وجهة نظر تشاكل هيجل في داعش، كما أشار في أغسطس الماضي، هي أن التنظيم يمثل خطرا مداهما لكل مصالح أميركا في الشرق الأوسط، الأمر الذي يجعل موقف وزير الدفاع متناقضا مع موقف الإدارة الأميركية الراسخ والمتمثل في الابتعاد عن الانخراط في الصراعات الفوضوية خارج أميركا.
ولفتت الصحيفة أن هيجل وبعد أن إثارته غضب البيت الأبيض، لم يكن الأمر سوى مسألة وقت قبل أن يحين موعد رحيل ثالث وزير دفاع أميركا في حقبة الرئيس باراك أوباما.
وقالت الصحيفة: إنه ومع بدء البيت الأبيض البحث عن وزير مناسب للدفاع، تشير الدلائل إلى أن النهج غير التصادمي الذي يتبناه الرئيس أوباما خلق عدة مشاكل خطيرة، فقد حاول الدبلوماسيون الغربيون المتفاوضون مع إيران في فيينا إخفاء خيبته وانزعاجهم إزاء الفشل في حل الصراع حول طموحات إيران النووية والذي بلغ حتى الآن عامه الـ12، كما اضطروا إلى الموافقة على تمديد المحادثات سبعة أشهر أخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن النقاد يلقون باللوم على أوباما في تسببه بهذا المأزق مع إيران، ويجادلون بأنه قدم لها العديد من التنازلات في وقت مبكر جدا من عملية التفاوض بشكل لا يتيح إجبار إيران على تقديم التنازلات الضرورية هي الأخرى.
وأضافت أن المسؤولين الإيرانيين ونتيجة لتلك التنازلات التي قدمها أوباما قاموا بخداع المفاوضين الأوروبيين، واستمروا في نشاطاته النووية.
وأشارت إلى أن رفض الرئيس أوباما إرسال قوات برية إلى العراق لمحاربة داعش قد أعاق الجهود العسكرية لهزيمة التنظيم الذي حصد أرواح العدد من المواطنين الأميركيين.
وختمت الصحيفة بالقول: إن أوباما ربما يعتقد أنه قد يكون من الجيد سياسيا تجنب المواجهة العسكرية، مشيرة إلى أن أعداء أميركا من المرجح أن ينظروا إلى هذا الانسحاب كعلامة على ضعف أميركا المتنامي.