تباينت الآراء في قراءة أبعاد ودلالات عملية اغتيال القيادي في حزب الله اللبناني سمير القنطار، واختلفت المواقف في تقدير حجم الرسائل السياسية الكامنة وراء هذا الاغتيال، وتأثيراته على التنظيم الشيعي الموالي لإيران.
وأثار اغتيال القنطار تساؤلات عديدة حول حجم التنسيق الروسي-الإسرائيلي، ومدى التزام موسكو بحماية أجواء دمشق، فضلا عن الاختراق الكبير للأجهزة الأمنية السورية وهشاشتها خصوصا في دمشق التي مازالت تحت سيطرة قوات وأجهزة أمن النظام.
وأعلن حزب الله اللبناني أمس مقتل سمير القنطار، ليلة السبت في مدينة جرمانا بجنوب شرق العاصمة السورية دمشق.
ولم يُوضح في بيان نعى فيه القنطار ملابسات عملية الاغتيال، واكتفى بالإشارة إلى أن طائرات حربية إسرائيلية “شنت عند الساعة العاشرة والربع من ليلة السبت غارات جوية على مبنى سكني في مدينة جرمانا، ما أدى إلى استشهاد سمير القنطار وعدد من المواطنين السوريين”.
فيما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها مقتل سمير القنطار جراء قصف صاروخي معاد على بناء سكني جنوب مدينة جرمانا بريف دمشق”.
غير أن توقيت عملية الاغتيال يبقى مثيرا للتساؤل، خصوصا في تزامنه مع قرار مجلس الأمن الدولي حول سوريا الذي يُرجح أن تكون له تداعيات وخيمة على حزب الله اللبناني الذي تورط في الحرب السورية، ما سبب له الكثير من المشاكل اقتربت كثيرا من الانقسامات.
وأعادت عملية اغتيال القنطار إلى الأذهان عملية اغتيال القيادي البارز في حزب الله عماد مغنية في شهر فبراير من العام 2008 في منطقة كفر سوسة التي تُعد واحدة من المناطق الآمنة في العاصمة دمشق.
ورغم أن بعض التقارير تقول إن طائرتين إسرائيليتين نفذتا عملية الاغتيال باستهداف مقر سكنى القنطار بصواريخ أطلقت من سماء بحيرة طبريا في اتجاه دمشق، فإن ذلك لا يمنع من وضع الموقف الروسي في الميزان، باعتبار أن موسكو ما فتئت تُردد أن “سماء سوريا لا تختلف عن سماء روسيا، وأن أي طائرة معادية تحلّق في سماء دمشق كأنما تحلّق في سماء موسكو وأن مصيرها السقوط بصواريخ ومضادات نوعية جديدة”.
وتساءل المراقبون هنا، أين الدفاعات الجوية الروسية، وأين صواريخ أس 400 التي قيل إنها ستحمي أجواء سوريا، ولماذا لم تعترض الصواريخ الإسرائيلية التي استهدفت القنطار.
صحيفة العرب