تحت عمود خيمتها صادفتها، تجاعيد وجهها يصف كثيراً من المعاناة والتعب التي مرت بها خلال أعوامها السبعين، وضحكتها العريضة تبعث الأمل في نفوس من يراها.
هل كان تدمير #مخيم_اليرموك ( #فلسطين ) مقصودا لتغيير هويته؟
أم خالد، سبعينيةٌ مهجرة من قريتها وعن أرضها، تقطن في مخيمات النازحين شمال إدلب، تروي ليل نهار عن حياةٍ عاشتها ملؤها السعادة والاطمئنان، إلى أن جاء اليوم الذي هجرها جيش النظام من منزلها تاركًا إياها تعيش حسرةً ما بعدها حسرة.
تقول والدموع تسيل على تجاعيد وجهها الأسمر “كنا عايشين، نأكل من خيرات هل أرض، ونتعب ليل نهار لتعطينا الثمر، الأرض إذا ما عطيتيها مابتعطيكي يابنتي”.
تروي أم خالد تفاصيل أرضها الزراعية التي علقت أركان قلبها بها، “عندي أرض زيتون، كنت قضي يومي فيها، ما خليت فيها حجر، تعبت لعملتلها سور، ونضف العشب من تحت الشجر، وبالآخر يجي موسم الزيت، كنا نشبع الزيت بس هلق عم نتحسر عليه”.
تعيش أم خالد مع ولدها، بعدما فقدت زوجها قبل أعوام، لكنها لا تعرف الراحة خلال العامين الفائتين، فبعدما كانت تعيش في منزلها الكبير، بات سكنها خيمةً مساحتها بضعة أمتار.
“كان عندي بيت كبير أربع غرف، وحاكورة فيها تينتين كبار، ياترى برجع بآكل من هل تينات قبل ما موت؟
وازرع بـ الحاكورة بصل وفجل وخس وفول، كانت الخضرة اللي ازرعها بهل دار طعمتا ما تنتسى”.
يمر شريط الذكريات على ذهن أم خالد يومياً، تتحسر على ماضيها الجميل، وتأسى على أحوالها وأحوال الناس من أبناء بلدتها، ولا عزاء لها أو مسلٍ إلا الدموع، حتى بات الأحمر يطغى على عينيها الزرقاوين.
مئات الآلاف من الناس، يعيشون أصعب أزمةٍ عرفتها سوريا، يقاسون ويعانون المرارة والغربة، عن مواطن ألفوها وعن بيوت احتضنت ذكرياتهم وأحلامهم، ينتظرون موقفاً دولياً يبعث الأمل في النفوس، ويبدي لهم أن العودة ستكون قريبة..
بقلم: ريم مصطفى
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع
حسبنا الله ونعم الوكيل
لكل إنسان بسوريا صار قصه وحكايه