حمل النعوش لأبناء الطائفة العلوية، مشهد يومي يتكرر في القرى والمدن ذات الأقلية في سوريا، المنخرطين بشكل كبير في سبيل الدفاع عن بقاء حكم نظام الأسد على السلطة، استنزاف بشري من شأنه تهديد ديمغرافية تلك الطائفة
ليظهر السؤال المطروح بقوة، هل أخطأت الطائفة العلوية في معاداتها للثورة السورية؟ أم أن انخراط سكان تلك البلدات في الحرب مرتبطة بفكرة الدولة التي أسسها الأسد الأب والتي تبقى السلطة الخارجة عن أطر المحاسبة.
تحت عنوان “الدفاع عن وجودهم” بلغ عدد من قتلوا من العلويين في أجهزة المخابرات والجيش وجيش الدفاع الشعبي (الشبيحة) 170 ألف قتيل، موثقة عن طريق إعلانات الوفيات والقوائم التي طرحت في الجداول عداك عن مراسم التعزية المعلن عنها من قبل أهالي القتلى.
كل ذلك مؤشر على النزيف الهائل في الموارد البشرية في تلك المناطق مقارنة مع عدد سكانها الذي لا يتعدى المليونين ونصف المليون نسمة.
وفي إحصائية لصحيفة “تلغراف البريطانية” قدر عدد العلويين القادرين على حمل السلاح بنحو250 ألف شخص من الذكور، غير أن ثلث هؤلاء قتلوا في المعارك والثلث الآخر خارج الخدمة نتيجة للإصابات حسب ما نقلته الصحيفة من السكان المحليين والدبلوماسيين.
شكل العلويون الأداة الأهم في أيدي النظام، لقمع الاحتجاجات الشعبية من خلال قيادتهم لفرق الجيش المتعددة والأجهزة الأمنية التي يسيطرون عليها، فانخرطوا في قتل المتظاهرين في الاحتجاجات السلمية والتي شهدت بعضها مشاركة علوية محدودة.
ليتحول هؤلاء إلى فرق من القتلة وعصابات من المرتزقة، لا تخلو من النزعة الطائفية، ويؤول بهم الحال ليصبحوا كأي مرتزقة يقاتلون ويقارنون بالميليشيات المستقدمة من الخارج كحزب الله والميليشيات الإيرانية التي تساند النظام للاستمرار في الحكم.
على الرغم من أن نسبة العلويين لم تتجاوز 10% من سكان سوريا إلا أنهم وصلوا إلا السلطة بعد أن تسلم حافظ الأسد إثر انقلاب عسكري عام 1970 واتجه بسياسته لتكريس وجود أبناء الطائفة في المفاصل الأساسية..
لتبدأ (علونة الدولة)
توجيه الطائفة العلوية نحو الجيش والأمن نتيجة الوظائف العملية زاد من ارتباطهم بالدولة، فكانت الدولة السورية لديهم “حافظ الأسد ومن ثم وريثة الإبن” وأبعدتهم كل البعد عن المشاريع التنموية الزراعية
وكنتيجة للخسائر البشرية الكبيرة في صفوف العلويين ارتفعت نسبة النساء العاملات في الدوائر الحكومية، لتبلغ أكثر من ضعفي عدد الرجال في طرطوس حسب بعض الاحصائيات.
تلك الطائفة المنضوية حقيقةً في مجموعات” آل الأسد” تتكشف بمسميات عديدة أبرزها (الشبيحة) المرتبطة بأسس السلطة الخارجة عن المحاسبة، كانت وماتزال تقود حرباً وجودية وتهتف “بالأسد أو نحرق البلد” على مدار سنوات الثورة الطويلة، رغم الاستنزاف الذي هدد ديمغرافية طائفتهم العلوية وحجم خسارتهم بالمقارنة مع نسبة أعدادهم.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد