مع اقتراب معركة الرقة من نهايتها، إشارة واضحة إلى موقف الضعف الذي يواجه “تنظيم الدولة” , فالانسحابات المتتالية للتنظيم أمام قوات سوريا الديمقراطية كانت بسبب القصف الجوي والبري الكثيفين من قبل قوات التحالف الدولي.
كما جاء إعلان سوريا الديمقراطية عن سيطرتها على كامل مدينة الطبقة بعد انسحاب تنظيم الدولة من الأحياء الثلاث شمال المدينة لتحاصر بذلك عناصر تنظيم الدولة في السدّ ومنطقة مشيرفة وسط حديث عن مفاوضات لانسحابها نحو ريف الرقة الغربي حيث مناطق سيطرته.
تلك التطورات تزيد من مخاوف أنقرة التي طالما قالت إن واشنطن هي أكبر داعم للقوات الكردية في سوريا التي تعوّل عليها كثيراً في استعادة الرقة من تنظيم الدولة وهذا بالطبع مالا تريده أنقرة التي قصفت وتعد وتتوّعد بضرب المزيد من أهداف قوات سوريا الديمقراطية داخل سوريا والعراق.
ثمة فرق بين ما تريده موسكو وأنقره من واشنطن بشأن سوريا وما تريده إدارة ترامب في المنطقة، قد يزيد تارة وينقص تارة أخرى وكأن الغضب الروسي من القصف الأمريكي لقاعدة الشعيرات قد بدأ يتلاشى أو بحسابات السياسة “يجب أن يختفي” على الأقل ذاك ما يمكن فهمه من آخر تصريح لوزير الخارجية الروسية “سيرغي لافروف”.
ليس وحده وزير الخارجية الروسي من يمدّ يده لترامب، بل الرئيس التركي أيضاً “رجب طيب أردوغان” الذي خرج بتصريح لافت يسبق زيارته المرتقبة إلى واشنطن في 16 من مايو/ أيار المقبل حيث صرح “أمريكا عظيمة, هي والتحالف وتركيا قادرون على توحيد قواتهم وتحويل الرقة إلى مقبرة لتنظيم الدولة”.
ليظهر السؤال المطروح تلقائياً، على ماذا يراهن الرئيس التركي لتغيير خطط الإدارة الأمريكية بشأن الملف السوري؟.
ربما يعتمد على المفاجآت دون أن يتوصل الأمر ببساطة للتخلي عن الشريك الكردي، المهم أن الودّ الأمريكي مطلوب وبإلحاح بشأن خيوط الملف السوري (كلما قيل إنه سيحل زاد تشابكاً) مع العلم أن رجل البيت الأبيض يعشق المفاجآت, أما عن السؤال الذي نطرحه سوياً، هل هناك استراتيجية واضحة الآن للإدارة الأمريكية فيما يخص الشأن السوري؟!
ربما المشكلة أكبر مما نتصور ما لدينا هو طريق واضح نحو الرقة والعمل مع “قوات سورية الديمقراطية” مثيرة في ذلك أسئلة كثيرة فيما يتعلق بإدارة “ترامب” وما ستقوم به تجاه النظام في دمشق أو التعاون مع روسيا وتركيا.
ما يحصل إنما هو نوع من الفراغ الاستراتيجي الذي يترك كل الأطراف على الأرض السورية تحذر مما هو قادم من الخطوات الجديدة المنتظرة.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد