المركز الصحفي السوري
علي الحاج أحمد 9/4/2015
إن الأزمة السورية غيرت الكثير من العادات وطرق المعيشه التي اعتاد عليها الموطن السوري، فترة طويلة من الزمن في ظل أسعار شبه ثابته لم تشهد الإرتفاع إلا الشيء القليل، ولم يقتصر الغلاء بعد الأزمة على الأساسيات والسلع الغذائية والمحروقات وغيرها، ولا الكماليات التي تحتاجها أي أسرة بل طال كل شيء حول المواطن، حتى تلك الأشياء البسيطة التي لم يعتقد أن حمى الغلاء ستصيبها ومنها الدخان الذي نستطيع القول، أنه من السلع التي أربكت المواطن كونها إدمان لا مهرب منه وللأسف فإنه هذا، الإدمان انتقل من سيجارة تنفيخ وتهضيم إلى مستطيل ارتفع سعره بشكل كبير يسبب شراؤه بأزمة مالية لاسيما لمن يدخن كثيرا والأصعب هو الإقلاع عنه.
إن هناك ارتفاعاً في نسبة المدخنين في سوريا تصل إلى أكثر من 40%، وفي احصائية لعدد المدخنين في ريف إدلب الجنوبي قام بها المركز الصحفي السوري، تبين أن من بين كل 100 شخص فإن هناك 46 شخص يدخنون.
وتتفشى عادة تدخين السجائر بنسبة 60 بالمئة لدى الرجال و 23 بالمئة لدى النساء, إضافة إلى زيادة تدخين النرجيلة بنسبة 20 بالمئة من الرجال و 6 بالمئة عند النساء, وتعرض 98 بالمئة من غير المدخنين لدخان السجائر من الأهل والأصدقاء والزملاء.
إضافة إلى المبالغ الطائلة التي ينفقها المدخنون على ثمن الدخان الذي ارتفع ثمنه إلى أكثر من أربعة أضعاف ما كان عليه, فإن هناك نفقات كبيرة لمعالجة الأمراض الناشئة عن التدخين وهي كثيرة ومنها السرطان الرئوي الإنسدادي والتهاب القصبات وكوليسترول الدم وأمراض القلب والأوعية والأورام والمعدة وارتفاع التوتر وغيرها الكثير من الأمراض التي التي لاتعد ولا تحصى.
“أبو فاروق” يتكلم عن الدخان العربي الذي انتشر شراؤه وبيعه في سورية بعد ارتفاع أسعار الدخان الجاهز ويقول: “بعد غلاء الأسعار اتجه الكثير من المدخنين إلى الدخان العربي بعد أن كان سابقا قليل الانتشار ويقتصر على بعض المسنين في الأرياف أما الآن، فقد بات وجهة للكثير من الشباب بسبب رخص سعره نسبيا، وكما تجد أنواع فاخرة من الدخان فالأمر هو نفسه للدخان العربي فقد تجد الكيلو بألف وقد تجده ب 5000 ليرة الأمر الذي يختلف حسب النوعية أيضا فهناك الناعمة والخشنة والوسط والأشقر، والبني وغيرها من المعايير التي تؤثر على سعره، وفي أسوأ الحالات يبقى الدخان العربي أفضل من المعلب”.
نتيجة للأوضاع التي تمر بها البلد استغل بعض المهربين هذا الوضع من ناحية الحدود التي تشهد توترًا أمنيًا مستمراً، وقاموا بإدخال العديد من الأصناف غير المتداولة في السوق السورية سابقًا، والتي لم تكن المؤسسة تستوردها، مستغلين عدم تمكن المؤسسة من سد حاجة السوق المحلية من الأصناف الأجنبية، لصعوبة استيرادها وانخفاض كميات الإنتاج المحلي المتاحة، وتلقى هذه الأنواع رواجًا كبيرًا عند بعض المدخنين قياسًا بأسعارها وشكلها المقبول لديهم، ومن بين هذه الأصناف على سبيل المثال: وينستر، ماستر، كورسا، جيكور، ويلسن وغيرها من الأسماء الكثيرة.
وحول الأضرار الصحية الناتجة عن هذه المنتوجات المهربة، قال الدكتور “سعيد” «بعد إجراء عدة فحوص مخبرية على هذه المنتوجات التي تدخل بطرق غير شرعية تبين أنها تحوي على مواد سامة أو مواد مخدرة تؤدي إما إلى المرض وإما إلى تحويل المستهلك إلى مدمن، خاصة وأن صناعة التبغ من السهولة التلاعب بمكوناتها، مبينًا أن لكل صنف صلاحية محددة إذا تجاوزها تضاعف ضرره».
هذا وحملت دراسة حديثة التدخين مسؤولية الإصابة بواحد وعشرين مرضا، منها السكري والفشل الكلوي وبعض الأمراض التنفسية، فضلا عن ارتباطه باثني عشر نوعا من السرطان، وأمراض الأوعية الدموية، كما أنه قد يكون مسؤولاً عن وفاة ما يتراوح بين 60 و120 ألف مدخن في الولايات المتحدة وحدها، بحسب ما نشرته دورية “نيو إنجلاند جورنال”.