وكالة (كونا)
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هنا اليوم ان من يعتبر القتل بسبب رسوم مسيئة عملا ارهابيا عليه ان يعتبر ان التحريض والاستفزاز ومس المقدسات عمل ارهابي كذلك مشددا على أن الرسول “خط أحمر عند جميع المسلمين” وأضاف اردوغان في كلمة خلال حضوره افتتاح الدورة العاشرة لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي ان الهجمات التي طالت المساجد في الدول الغربية عقب أحداث باريس يجب الكف عنها فورا واتخاذ تدابير عاجلة تجاهها.
وأشار الى ان ظاهرة رهاب الاسلام (اسلاموفوبيا) أصبحت تشكل عنصر تهديد كبير للمسلمين “وعلى الدول الغربية ان تعلم ذلك جيدا” داعيا دول العالم الاسلامي الى توجيه التحذيرات اللازمة للغرب بهذا الشأن.
ووصف الهجمات التي شهدتها فرنسا مؤخرا بأنها “ليست مفاجأة” خاصة مع تصاعد العنف في كل مكان مشيرا الى ان “من قتل 2500 انسان في العدوان الاسرائيلي الاخير على غزة يتصدر مسيرة باريس دون ان يشعر بالخزي” وذلك في إشارة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي شارك في مسيرة منددة بالهجمات في العاصمة الفرنسية واوضح اردوغان ان “رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي مبدع شخصية حنظلة تم طرده من الاراضي الفلسطينية وعاش في مخيمات اللاجئين ثم ذهب الى انجلترا واغتيل في وسط المدينة ولم يتكلم احد في هذا الأمر أو يسم ذلك بارهاب اسرائيل”.
واوضح ان “حرية التعبير تعني القيام بكل شيء وكتابة كل شيء ورسم كل شيء انما لا تعطي لأحد الحق في انتهاك المقدسات” مضيفا ان من يرسمون الرسوم المسيئة للرسول الكريم بدعوى حرية التعبير “يجب ان يعلموا ما هي النار التي يوقدونها”.
واشار الى أن على الذين يشعرون بالحساسية تجاه عدم المس باليهود حتى لا يتعرضون لتهمة معاداة السامية “ان يبدوا الحساسية ذاتها تجاه الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه رسول المسلمين كافة”.
وشدد الرئيس التركي على ضرورة تنحية الدول الاسلامية لخلافاتها المذهبية والايديولوجية جانبا من أجل تأسيس روح التضامن واحيائها في العالم الاسلامي خصوصا في ظل المرحلة الطارئة التي تمر بها المنطقة.
وأشار إلى وجود عمليات تستهدف العالم الاسلامي وجهود تبذل من اجل تأجيج الفتنة وزرع العداء بين المسلمين موضحا ان “القاتل والمقتول اليوم مسلمان وعليه يجب ترك جميع الخلافات والنزاعات بيننا والتمسك بالعقل والقيم المشتركة”.
وقال ان عدد القتلى في سوريا فاق حاجز 350 ألف شخص بينما شرد سبعة ملايين سوري من ديارهم الى جانب عشرات القتلى يوميا من الاطفال والنساء في وقت “يدعي فيه القاتل انتماءه للهوية الاسلامية ويقوم بإرهاب الدولة”.
وكان رئيس مجلس الامة التركي الكبير جميل تشيشك قال في كلمة القاها عقب تسلمه الدورة من رئيسها السابق رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني الى تصدي الدول الاسلامية للاساءات التي طالت النبي محمد من بعض الصحف الغربية بدعوى حرية التعبير.
وتطرق تشيشك إلى الصراعات الدائرة في المنطقة داعيا الدول الأعضاء إلى الوقوف سويا للتصدي للمحاولات التي تسئ للإسلام وللرسول محمد.
وقال تشيشك إن “هناك دولا تعاني من الحروب والصراعات منذ عقود وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة التي تدمى جرحا بسبب الغطرسة الإسرائيلية”.
وأضاف أن “ما يجري في المقدسات الإسلامية بفلسطين وما جرى في الخامس من نوفمبر الماضي من اعتداءات على المسجد الأقصى يعتبر انتهاكا سافرا للقوانين الدولية كافة” داعيا الدول الإسلامية إلى العمل سويا على وقف الغطرسة الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.
كما تطرق تشيشك إلى التطورات الجارية في سوريا وخصوصا ما يقوم به تنظيم الدول الإسلامية (داعش) الذي وصفه بأنه أصبح “اكبر عنصر تهديد في منطقتنا وعليه يجب توحيد الجهود لمكافحته بشكل فعال وخصوصا في العراق وذلك بعيدا عن الاختلافات المذهبية”.
وكان رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم قد وصل الى اسطنبول الاثنين الماضي للمشاركة في المؤتمر الذي يستمر يومين على رأس وفد الشعبة البرلمانية الكويتية يضم وكيل الشعبة النائب فيصل الشايع وأمين سرها النائب الدكتور عودة الرويعي وعضويها النائبين الدكتور خليل عبدالله وسيف العازمي.
وعقد الغانم عددا من الاجتماعات التنسيقية مع الوفود الخليجية والعربية والاسلامية كما ترأس امس الاجتماع التنسيقي العربي بصفته رئيسا للاتحاد البرلماني العربي حيث انتخبت الوفود العربية في عضوية هيئات الاتحاد للدورة الحالية للمؤتمر