تعتبر شركة الاتصالات الخليوية في سوريا من الشركات الرابحة، والتي يديرها رامي مخلوف ابن خال بشار الأسد وأحد أكبر رجال الأعمال، ومعظم شركات التجارة الخاصة باسمه بما فيها شركة الطيران أجنحة الشام.
ويبدو أن مخلوف لم يكتف بالأرباح الهائلة التي يحققها يوميا من وراء شبكة الاتصالات فقط ” سيرياتيل “، فما كان منه إلا وأصدر قرارا يقتضي برفع أجور الاتصالات الخليوية بنسبة 4 ليرات للدقيقة الواحدة لجميع الخطوط لاحقة ومسبقة الدفع بالإضافة لرفع تكلفة شبكة الإنترنت وأسعار ” الميغات ” .
ويتساءل أحد المواطنين في سوريا بعد أن تلقى قرار الزيادة باستغراب ممزوج بغضب :” حتى الاتصالات غلوها، كمان هي بترتفع عالدولار، ماحدا عم يحس بهالمواطن المعتر الكل بدو يستغلو ، مابكفي حرمونا الأكل والشرب لو بيطلع بأيدن يحرمونا الهوا ما قصروا”.
ونظرا لارتفاع أسعار الاتصالات والتي لم يجد لها السوريون أي تبرير منطقي إذ أن أرباحها بالملايين يوميا، دعا بعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي لحملة ضد الشركة تهدف لإلغاء المشتركين بطاقات “3 جي” وخطوط السيرف، ومقاطعة الاتصال ليومين وعدم تعبئة رصيد لخطوطهم للضغط على الشركة علها تتراجع عن قرارها وتلغي تلك الزيادة.
ويعلق أحد مواطني حلب على الحملة :” عأساس كتير رح تفرق مع رامي مخلوف إن حكينا أو قاطعنا، كلها كم يوم وبنتعود مارح يتغير شي، ليش إيمتا أخدوا قرار وتراجعوا عنو، وخصوصي إذا شي بيتعلق بربحن، ماشالله شو آكل هم الشعب ورح يزعل عليه، المهم هنن يعبوا جيبتن “.
وسط موجة الغضب التي تعتلي قلوب المواطنين في مناطق سيطرة النظام، قرر بعض منهم الترويج لحملة أخرى كردة فعل على ارتفاع تكلفة ” الإنترنت “، حيث دعوا كل من يملك شبكة ” واي فاي ” أن يترك الشبكة مفتوحة وبدون كلمة سر ليتيح لأي شخص مار في الطريق أن يستخدمها دون الحاجة لبطاقات “ثري جي” من سيرياتيل والتي تقدم هذه الخدمة، آملين أن تكون هذه الخطوة مجدية وتحقق خسائر لشبكة الاتصال.
ردات فعل غاضبة، وحالة استياء وامتعاض من حكومة متخبطة غير قادرة على النهوض والمضي خطوة نحو الأمام، بل جل مايمكنها القيام به رفع الأسعار وانعدام الرقابة على الأسواق، فبعد أن وصل سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية ل 650، عاد بالانخفاض بشكل مثير للدهشة ليصبح أقل من 500 في غضون ثلاثة أيام، ورغم ذلك يواصل النظام برفع الأسعار ابتداء من الخبز مرورا بالأدوية وانتهاء بالاتصالات، بالإضافة لأسعار المنتجات الغذائية في الأسواق، تقول بيان وهي طالبة جامعية في مدينة حلب :” بتنزل عالسوق كل شي بالنار والحجة جاهزة عند التجار الدولار طالع، ولما بينزل بضل الأسعار عحالا وكمان الحجة جاهزة البضاعة شتريناها عالسعر القديم، كان الله في عون المواطن السوري”.
المركز الصحفي السوري ـ سماح خالد