تعددت الأسباب والموت واحد، وفي مدينة ادلب يكاد يكون السبب واحد فالكل يموت بجرم واحد وإن تعدد من يظلم.
شهدت المدينة ليلة أمس أكثر من 10 غارات و18 صاروخا تساقطت عليها لتتهاوى منازل المدنيين فوق رؤوس أصحابها وتتهاوى قلوبنا وتنزف معهم .
لم يوفر طيران النظام والطيران الروسي شيئا من حقده فكلما خسر في منطقة من المناطق التي يسيطر عليها صب جام غضبه على المدينة، حقد يزداد على المدينة يوماً بعد يوم، وبعد كل غارة هناك أم ثكلى وأرملة ويتيم ويتيمة وطفل أصبح بلا عائلة،” تلك الصواريخ اخترقت الحجر والأجساد البريئة غير آبهة بعهود ومواثيق ومن مثل النظام وأعوانه بقدرتهم على اختراق المواثيق, واستخدامهم الأسلحة المحرمة دولياً تباهيا بعظمتهم وجبروتهم ولكن الله لهم بالمرصاد” هذا ما قاله أبو محمد أحد الجرحى في قصف الأمس.
يدعون بأنهم يستهدفون مقرات لجبهة النصرة وبزريعة ذلك يباد المدنيون فغارات الأمس استهدفت الأحياء السكنية فمن حيي القصور والثورة إلى جامع الأبرار وجامع سعد والسبع بحرات والمشفى الوطني وحديقة الزير، فكيف سينجو المدنيون ولا حرمة لدى النظام من المساجد إلى المشافي وحتى زهور الحدائق أصبحت يتيمة.
توالت المجازر والاختراقات سابقا ولكن مجزرة الأمس كانت مروعة فالقتلى وصل عددهم إلى أكثر من 40 والجرحى إلى أكثر من 250 والعدد بازدياد، فعدد الأطفال الذين استشهدوا وصلوا إلى ما يقارب 10 أطفال وما ذنب هؤلاء، وهل أصبح الموت والقتل واليتم حكرا على السوريين فقط ؟؟ هذا ما يتساءل به محمد الذي فقد ابنه والذي أدمى قلبه.
حالة الهلع التي أصيب بها الناس جعلتهم يهربون بعوائلهم وبعض الحاجيات البسيطة وفي جنح الظلام ودون حتى أن يضيئوا مصباحاً هربوا إلى المزارع المحيطة بالمدينة خوفاً من حدوث غارات جديدة على المدينة.
أعقب الغارات هدوءا مخيفا أصاب المدينة بحالة من الشلل، أم خالد لم تتمنى أن تستيقظ أرادت أن تنام ولا تشعر بشي فقدت أخاها وزوجته في الغارة ” كنت عم حاول نام كيف بدي شوف أخي ومرته قلوبنا ما عم تتحمل” .
الليل يخفي الكثير بين طياته من مشاهد الدمار والدماء وبعض من أشلاء البشر التي ملأت المدينة ، ولكن روائح الموت أبت ألا توقظ من حاول أن يغيب قليلا ومن استطاع النوم أصلا ، ومع ساعات الصباح الأولى عاد الطيران الحاقد مجددا ليعلن أنه موجود بقبح صوته وليرهب من عاد للحياة.
حالة ترقب تسود المدينة مع توالي الأنباء عن حدوث غارات جديدة أخرى على المدينة المنكوبة.
ويتوالى مسلسل الرعب الذي لا يريد أن ينتهي على مدينة أزهرت بربيع منذ أكثر من سنة وما زالوا يحاولون اقتحام جماله.
المركز الصحفي السوري – أسماء العبد