فصلت تركيا، أمس الأربعاء، بعد إعلانها التوصل مع موسكو لوقف إطلاق النار في سوريا، بين مساعيها في هذا الإطار، وبين العملية السياسية، مشيرة إلى أن أي انتقال نحو السلام يضم رأس النظام بشار الأسد سيكون «مستحيلاً».
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوويش أوغلو إن أنقرة وموسكو أعدتا اتفاقا لوقف إطلاق النار، مشددا على أن أنقرة لن تتراجع عن معارضتها لبقاء الأسد في السلطة. وبيّن أن أي «عملية انتقال نحو السلام في سوريا تضم الأسد ستكون «مستحيلة» إذ إن المعارضة السورية لن تقبله».
وأضاف: «هناك نصان جاهزان بشأن حل في سوريا. أحدهما عن حل سياسي، والآخر عن وقف لإطلاق النار يمكن تنفيذهما في أي وقت».
وفي وقت يجتمع فيه اليوم في أنقرة عدد من ممثلي الفصائل المعارضة بينها أحرار الشام وجيش الإسلام، والجبهة الشامية وكتائب من غرفة فتح حلب، مع عسكريين روس لبحث تفاصيل وقف إطلاق النار، اشترطت موسكو استثناء ريف دمشق، وهو ما ترفضه المعارضة.
وقال منير السيال، رئيس المكتب السياسي لحركة أحرار الشام «المشاروات جارية برعاية تركية والعدو الروسي يحاول استثناء الغوطة الشرقية لدمشق من أي محاولة لوقف إطلاق نار شامل في سوريا تتوافق عليه فصائل الثورة».
وتابع أن «تجزئة المناطق المحررة مرفوض مطلقا وجميع الفصائل مجمعة على أن استثناء أي منطقة هو خيانة للثورة».
في هذه الأثناء، سعت روسيا إلى إضفاء غطاء دولي على محادثات الأستانة في كازاخستان التي تحضر لها، إذ أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا تحدث هاتفيا مع وزير الخارجية سيرجي لافروف ودعم جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإجراء محادثات سلام جديدة.
وفي وقت لم يخرج فيه أي موقف من دي ميستورا يؤكد التصريحات الروسية، قال رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف السوري المعارض، أحمد رمضان، لـ«القدس العربي»، «ننتظر تصريحات من المبعوث الدولي نفسه في هذا السياق».
وبين أن «أي جهد دولي لوقف معاناة السوريين مرحب به، لكن يجب أن يكون ضمن مرجعية الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن، وليس جهداً منعزلاً».
ولفت إلى أن الخارجية التركية أخبرت المعارضة «أنها تدعم جهود الحل لكن ليس كبديل عن جنيف وعن وفد الهيئة العليا للمفاوضات».
واتهم رمضان، طهران، بالعمل على إفشال أي وقف لإطلاق النار» عبر تصعيد وتيرة الهجمات على ريف دمشق، ومحاولة تهجير سكانه».
أمين الأمم المتحدة الجديد في تصريحه الأول: “سوريا أصبحت سرطانا دوليا”
اعتبر الأمين العام الجديد للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أن النزاع في سوريا “تحول إلى سرطان على نطاق دولي”، آملا في أن تتمكن روسيا والولايات المتحدة من “تجاوز خلافاتهما” لوضع حد لذلك.
وبحسب “أ ف ب” قال أنطونيو غوتيريس في مقابلة حصرية للتلفزيون البرتغالي “اس اي سي” إن هذه الحرب “لا تتسبب بمعاناة للشعب السوري فحسب” لكنها تؤدي أيضا إلى “ردود فعل عنيفة تقود في بعض الحالات إلى أعمال إرهابية”, مضيفاً أنه في مواجهة هذا يجب على القوى الكبرى “أن تقرر وضع حد للنزاع عن طريق قطع الدعم الخارجي, وهكذا لن يستطيع السوريون مواصلة الحرب “إلى الأبد”.
ويسلم البرتغالي ” أنطونيو غوتيرس” الأمين العام الجديد للأمم المتحدة خلفاً لبان كي مون في الأول من كانون الثاني, الذي سعى الأخير طوال الأزمة السورية إلى أن يكون الحل سياسي, لكنه فشل في ذلك.
وتوصلت الأطراف المتنازعة في سوريا اليوم الخميس لوقف إطلاق نار برعاية روسية وتركية وضمان منهما, على أن يرفقه مفاوضات بين النظام والمعارضة للتوصل لتسوية سياسية.
المركز الصحفي السوري – مريم الأحمد