كتبت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في مقال تناولت فيه آخر ما تم التوصل إليه في محادثات فيينا، وقام “المركز الصحفي السوري” بترجمته إلى العربية وجاء فيه: إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ذكر يوم الجمعة أن الدول المجتمعة اتفقت على البحث عن سبل لوقف اطلاق النار في سوريا، وطلبت من الأمم المتحدة الإشراف على إعادة كتابة دستور جديد للبلاد ومن ثم اجراء انتخابات جديدة.
هذا الإعلان جاء على لسان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وحضور نظيره الروسي سيرغي لافروف العدو والخصم اللدود على الساحة السورية. يمثل هذه الاجتماع ولأول مرة إرادة دولية من جميع اللاعبين الرئيسين في الصراع السوري في البدء بعملية سياسية للوصول إلى نهاية لهذه الحرب، وقد تميزت الأجواء العامة للاجتماعات بجو من التبادلات الكلامية المشحونة بين وزيري خارجية إيران والمملكة العربية السعودية.
لم يتم تحديد موعد أو جدول زمني لعلمية وقف إطلاق النار، أو وضع دستور جديد للبلاد، أو موضوع الانتخابات، بالإضافة إلى الغموض الذي يلف مصير الرئيس السوري بشار الأسد، ولكن كان هناك اتفاق على عقد اجتماع جديد في غضون أسبوعين قادمين لوضع المزيد من التفاصيل في المبادئ الأساسية التي أعلن عنها هذا التقرير، مع التأكيد على التزام بالمحافظة على سوريا كدولة واحدة .
وقد صرح كل من الوزيرين كيري ولافروف أن الآراء “مازالت منقسمة حول موضوع مصير الأسد”، الأمر الذي تركز عليه الولايات المتحدة وحلفاؤها وتطالب الأسد بالتنحي، بينما “تعتقد روسيا أن الأمر متروك للشعب السوري أن يقررمصير الأسد في إطار العملية السياسية.”على حد تعبير لافروف.
وجاء هذا الإعلان المشترك بعد ساعات فقط من إعلان البيت الأبيض عن نيته إرسال 50 جندي من قوات النخبة إلى الشمال السوري، للمشاركة في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، الأمر الذي امتنع عن انتقاده علناً الوزير الروسي.
وقال جون كيري أنه تم مناقشة العديد من القضايا والأفكار التي تحتاج موافقة الرئيس باراك أوباما عليها، ولكنه متأكد من رغبة الرئيس الأمريكي بالتأكد من مضاعفة الجهود المشتركة في الحرب على الإرهاب وإحلال السلام عن طريق المسارات السياسية.
“من الصعوبة بمكان عقد مثل هذه الاجتماعات” قالت فيديريكا موغيريني مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي والتي أضافت قائلة :”بالتأكيد إنها لحظة تاريخية بأن تجتمع كل الأطراف الفاعلة على الساحة السورية حول طاولة واحدة في جوٍ بناء للمحادثات”.
تضيف نيويورك تايمز في مقالها الذي ترجمه” المركز الصحفي السوري”، لقد انقسم المشاركون إلى مجموعتين: المجموعة الأولى بقيادة كل من روسية وإيران الداعمتين لنظام الأسد والطائفة العلوية، وفي الجهة المقابلة المجموعة التي تقودها كل من الولايات المتحدة والسعودية والتي تصر على رحيل الأسد.
وقد جرت المحادثات الأكثر سخونة بين الوزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، ونظيره السعودي عادل الجبير. ويراهن ظريف على تحقيق بعض المكاسب السياسية مثل التي حققها خلال المفاوضات النووية مع إقراره بصعوبة الأمر في الوضع السوري، الذي صرح قائلاً:” ان الايرانيين لن توقع على عملية لعزله”.
وقال لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي: “بقدر ما نشعر بالقلق، نحن نعتقد أن بشار الأسد لا مكان له في مستقبل سوريا، ومع ذلك هناك أشخاص آخرون ودول أخرى تفكر بشكل مختلف وخاصة إيران.”
وعلاوة على ذلك، فقد أصبح الصراع في سوريا جزء من صراع أكبر بين إيران والمملكة العربية السعودية على النفوذ في الشرق الأوسط. ونوع من المنافسة المتجددة بين الولايات المتحدة وروسيا، التي بدأت مع ضم روسيا لشبه جزيرة القرم وتدخلها في أوكرانيا.
وتضيف الصحيفة في مقالها الذي اطلع عليه “المركز الصحفي السوري” أنه ومن خلال قراءة مبدئية لكلام السيد لافروف أن روسيا تريد وقف إطلاق نار يتيح للأسد أو لعائلته الاستمرار بالحكم في سوريا.
وقال السيد جون كيري وستيفان دي مستورا المبعوث الأممي إلى سوريا أن أي انتخابات جديدة في سوريا ستتم تحت مراقبة الأمم المتحدة وستحدث في ظل حكم دستور جديد، بالإضافة إلى أنها ستشمل السوريين في الخارج.
وقال كيري في نهاية اليوم الطويل من الاجتماعات: “جئنا الى هنا – نحن وزراء الخارجية وتملؤنا القناعة التامة أنه يجب إيقاف مسلسل القتال والقتل ، والمسؤولية تقع على عاتقنا لإيجاد طريقة لتنفيذ ذلك.”والذي ختم كلامه قائلاً في كلام موجه إلى السيد لافروف ” الأمر الذي لن يتحقق من خلال التحالف العسكري مع نظام الأسد.”
اضغط هنا للقراءة من المصدر
ترجمة المركز الصحفي السوري ـ محمد عنان