اقترح رئيس اتحاد حرفيي دمشق مروان دباس، أن يتم استبدال الخبز الحالي، الذي يصنع في الأفران الحكومية، بخبز نخالة، مع رفع سعر ربطة الخبز إلى 50 ليرة، وتصغير الرغيف.
وجاء اقتراح دباس بناء على كثرة الشكاوى الواردة عن سوء تصنيع الخبز، خلال الفترة الماضية وحالياً، حتى أن رئيس “مجلس الوزراء”، وائل الحلقي، طلب من “وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك” بالتشديد على العاملين في المخابز، من أجل الاهتمام بجودة رغيف الخبز.
ولفت دباس وفقاً لـ”الاقتصادي”، أن هذه العملية توفر مليارات الليرات على الحكومة، كونها ستوقف الهدر الحاصل في المازوت والطحين، مشيراً إلى أنه سيقلل أيضاً من هدر الخبز الحاصل في منازال المستهكلين، والذي يقدر بنحو 50%، نتيجة تعفن الخبز، وعدم قدرته على الصمود لفترات طويلة كما كان سابقاً.
وأشارت لجنة المخابز الاحتياطية خلال العام الماضي، إلى إن نسبة الهدر باستهلاك مادة الخبز ازداد خلال الفترة الماضية، واختلفت نسبة الهدر بين مكان وآخر، ففي بعض المناطق كانت نسبة الهدر حوالي 50%، وهي عينة عشوائية قامت بها لجنة المخابز الاحتياطية على منطقتي المزة ومشروع دمر، في حين بالمناطق الشعبية كانت نسبة الهدر 25%.
وكان رئيس لجنة المخابز الاحتياطية، زياد هزاع، قد قلل في تصريح سابق له، من شأن قابلية الرغيف للتخزين، متسائلاً: “بما أن الخبز متوفر، والأفران تعمل على مدار الساعة دون وجود أزمة على المادة، فلم التخزين؟”.
ورمى هزاع الكرة في سلة المواطنين الذين يخزنون الخبز، لأنهم “يهدرون المال العام”، حيث أوضح أن ربطة خبز واحدة مدعومة، تكلف الحكومة 90 ليرة، وتلف ربطة واحدة كل أسبوعين، والتي ثمنها 35 ليرة في الأفران، يبدد 90 ليرة.
ونوه دباس بأن الأفران الحالية غير صالحة لصناعة الخبز الحالي، في ظل وجود النوع الحالي للخميرة والطحين، لافتاً إلى اقتراح رفع سعر الربطة إلى 50 ليرة على أن تعدل الأفران الحكومية، بحيث تصنع خبز نخالة من الدرجة الممتازة، ليتم إبطاء حركة الأفران، لأن ذلك سيستهلك كمية من المازوت، تزيد عن صناعة رغيف الخبز الحالي، كما أن كيلو النخالة أغلى من كيلو الطحين.
ولفت إلى “أن خبز النخالة مفيد للصحة أكثر من الخبز الحالي”، ولا يمكن أن يتعرض للتلف، كما أنه يقلل الهدر في الطحين، ويحد تهريبه والمتاجرة به من قبل أصحاب الأفران العامة أو الخاصة.
وكان وزير التجارة الداخلية حسان صفية وضح في تصريح سابق له، أنه تم رفع نسبة كمية دقيق القمح المنتج إلى 90%، بدل 80%، ما أدى إلى رفع كمية الدقيق المنتج من إجمالي كميات الأقماح المطحونة، وزيادة الكميات المنتجة بنسبة 10%، وإنتاج دقيق يحتوي نسباً عالية من النواتج الأخرى، كالنخالة والقشور، وهذا الأمر أعطى الخبز اللون الأسمر.
وأكد رئيس “اتحاد حرفيي دمشق”، أن الدليل على الهدر الحاصل في الخبز، هي أماكن القمامة، قائلاً: “فلينظر المسؤولون عن الخبز في تلك المناطق، ليروا حجم الهدر الحاصل في الخبز حالياً”.
وأشأر دباس أيضاً إلى أن الحكومة منعت من المتاجرة بالطحين، لكن استطاع أصحاب الأفران الخاصة بيع العجين بدلاً من الطحين، أي استطاعوا الالتفاف على قرارات المنع بأسلوبهم الجديد.
ولفت إلى أن معظم المستهلكين يشتكون من الخبز إلى هذه اللحظة، نتيجة سوء تصنيعه، ورغم الوعود الحكومية بتحسينه، إلا أنه لم يتحسن.
يشار إلى أن نوعية رغيف الخبز في سورية تغيرت منذ الشهر الثالث من العام الحالي 2015، وكان هذا بقرار حكومي، وألقيت التهم في حينها على نوعية الخميرة المستوردة، وأعلنت وزارة التجارة الداخلية أنها مسألة وقت، ويتغير نوع الخميرة.
دي برس