في تقرير نشرته جريدة الواشنطن تايمز وترجمه المركز الصحفي السوري وجاء فيه: ذكر مسؤولون أمريكيون البارحة الثلاثاء أن إيران مدعوة لأول مرة لحضور مباحثات دولية حول مستقبل سوريا، مما سيكون بمثابة التحول في استراتيجية الولايات المتحدة وحلفائها الساعين لوقف الحرب الدائرة في البلاد منذ أربع سنوات، وإيجاد مخرج لبشار الأسد من السلطة.
وستبدأ الجولة الدبلوماسية القادمة يوم الخميس القادم في فيينا، وتجمع بين كلٍ من وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بالإضافة إلى حضور عدد من كبار الدبلوماسيين الأوروبيين والعرب.
وكانت واشنطن قد طرحت إمكانية انضمام إيران للمباحات في المستقبل، الأمر الذي وصفه البعض بالمقامرة. وذلك بسبب موقف إيران الواضح والداعم لحكومة الأسد طوال فترة الصراع، وقتالها إلى جانب الجيش السوري، الأمر الذي تنظر إليه قوات المعارضة السورية المدعومة من الغرب وحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة واعتبارها شريكاً لنظام الأسد في سفك دماء السوريين، مما سيدفع بالمعارضة السورية إلى معارضة أي مشاركة إيرانية في مرحلة ما بعد الأسد.
ومن ناحية أخرى، فإن جميع جهود الوساطات الدولية السابقة لم تنجح بوقف القتال، ويحاول الوزير كيري توحيد جميع الأطراف الدولية، والتي تملك نفوذً على الأرض السورية، لإيجاد رؤية مشتركة لسوريا الأمنة، العلمانية، والشاملة لكل أطياف الشعب السوري.
ومن الجدير بالذكر أنه تم خلال اللقاء الأخير الذي جمع الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وتركيا الأسبوع الماضي في فيينا، طرح أفكار جديدة لإنعاش الآمال الدبلوماسية لإيجاد حل للأزمة السورية، ومع ذلك فإنها تبقى منقسمة بعمق حول مستقبل الأسد.
وتقول الولايات المتحدة وشركائها أن الأسد يمكن أن يشارك في “عملية انتقال سياسي”، ولكنه سيتوجب عليه مغادرة السلطة في نهاية العملية، لإنهاء حالة الحرب التي تعيشها سوريا، والتي أسفرت عن مقتل ما يزيد عن 250000 شخصاً، وهجرت أكثر من 11 مليون شخصاً من منازلهم. الأمر الذي رفضته كلً من روسيا وإيران بشدة. إضافة إلى بعض النقاط الأخرى العالقة كطول الفترة الانتقالية، والدستور الجديد وشكل الانتخابات في المستقبل.
ومن المتوقع أن تستمر هذه الاجتماعات حتى يوم الجمعة القادم، بالإضافة إلى إيران، سوف تتوسع هذه الاجتماعات لتضم لأول مرة دول مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا والأردن والإمارات العربية المتحدة.
ووسط هذه المحادثات، يستمر القتال في سوريا. فمنذ الشهر الماضي، قامت روسيا بشن مئات الغارات الجوية على ما تقول إنه أهداف “لتنطيم الدولة” وجماعات إرهابية أخرى. في حين أكدت إدارة أوباما وحلف الناتو أن الغارات الروسية استهدفت أماكن لقوات المعارضة المعتدلة، المدعومة أمريكياً. وفي الوقت نفسه، لاتزال المعارك مشتعلة بين قوات المعارضة وقوات تنظيم الدولة، بالإضافة إلى المعارك بين القوات الكردية وتنظيم الدولة في المنطقة الشمالية من سوريا حتى الحدود مع تركيا.
أخيراً، فقد بدت المملكة العربية السعودية أكثر تصميما لمنع إيران من حضور الاجتماع، وذلك ما شدد عليه الملك سلمان خلال لقائه جون كيري نهاية الأسبوع الماضي، حسبما صرح به بعض المسؤولون الأمريكيون.
ترجمة المركز الصحفي السوري ـ محمد عنان