في الواقع يبدو أن استيلاء الدولة الاسلامية على بلدة جلولاء العراقية في 11 أغسطس/آب أثار حالة من الذعر لدى المواطنين الإيرانيين. البلدة على مسافة 30 كلم من الحدود مع الجار العراقي. وقوات البشمركة الكردية ما زالت تقاتل لاستعادتها. كما هي المرة الأولى الذي تهدد فيها الدولة إيران من هذه المسافة القريبة، وتحديدا من بلدة تحمل معان رمزية للطرفين. ففي جلولاء انتصر العرب على الفرس في العام 637 ما فتح الباب أمام الغزو العربي لإمبراطورية الفرس بعد ذلك.
كما أشارت بعض المواقع الإعلامية الإيرانية إلى انخراط عدد من الإيرانيين في صفوف التنظيم السني المتشدد، ولكن هذه الظاهرة تظل محدودة. وتتخوف طهران من تسلل عناصر الدولة الاسلامية إلى أراضيها عبر بوابة الأقلية السنية الإيرانية المهمشة والتي يقطن أبناؤها المناطق الحدودية، كردستان في الغرب وبلوشستان في الشرق. ولكن هذا التخوف من “انتفاضة” سنية لا أساس له ويستبعده عدة خبراء بشؤون المنطقة.
الوضع في بلوشستان على الحدود مع باكستان قد يبدو مختلفا وأكثر خطورة. فالإقليم الذي تقطنه أغلبية سنية فريسة لعمليات خطف ولاعتداءات يتبناها “جيش العدل” الإسلامي. وكانت هذه الجماعة المتشددة أعطت طهران في 22 أغسطس/آب مهلة للانسحاب من بلوشستان قبل حلول فصل الربيع. ولكن هدف “جيش العدل” رغم قربه من فكر “الدولة ” المتشدد يظل استقلال بلوشستان وليس الانضمام إلى الخلافة.