شهد فرع الهجرة والجوازات في دير الزور إقبالاً كبيراً بعد عدة أيام من إعادة افتتاح المبنى لاستقبال المراجعين مع ماتعيشه المحافظة من أزمات اقتصادية وأمنية.
٦٥ شخصاً يحصلون على جوازات يومياً
بعد أكثر من شهرين من مطالبة محافظ دير الزور “فاضل نجار” أبناء المحافظة في المهجر للعودة وتسوية أوضاعهم بعد انطلاق ملف التسويات المعلن في مناطق سيطرته في الـ ١٤ من تشرين الثاني الماضي طالب الأهالي بفتح باب الهجرة للراغبين.
تحت عنوان أهالي دير الزور يطالبون بزيادة عدد الجوازات الممنوحة رصد موقع صد الدير الثلاثاء زيادة بالاقبال على استخراج جوازات السفر، معتبراً حصول ٦٥ شخصاً على جوازات سفرهم يومياً قليل، داعياً مدير عام هجرة الجوازات التابع للنظام لرفع العدد.
بعد أسبوع من افتتاح محافظ دير الزور فاضل نجار ورائد الغضبان الثلاثاء الماضي مبنى الهجرة في منطقة دوار التموين واعادة تأهليه وترميمه بعد تدميرها بصواريخ الاشتباكات خلال فترة الحرب
يأتي ذلك مع ماتعيشه المحافظة مؤخراً من أزمات اقتصادية وأمنية من ارتفاع أسعار السلع وانعدام فرص العمل وفرض الاتاوات وحوادث الاغتيالات
وتحول العشرات من أهالي المدينة بحسب شبكة نداء الفرات مؤخراً لجمع القمامة في أحياء المدينة المدمرة للحصول على مصدر رزق بسبب الفقر والبطالة، فبحسب المصدر ذاته، دفع الجوع مؤخراً النساء للبحث في حاويات القمامة بحي الجورة لجمع مايمكن بيعه من بلاستيك ومعادن لشراء مايسدون به رمق عوائلهن.
ارتفاع تكاليف جواز السفر
ارتفعت تكاليف استخراج جواز السفر في مناطق سيطرة النظام خلال الأشهر الماضية بشكل كبير، بسبب زيادة الإقبال، حيث وصل لـ ٣ آلاف دولار على وقع تفاقم الوضع المعيشي للمدنيين وحلت دمشق وحلب وحماة والسويداء في مقدمة المحافظات مع مشاهد طوابير المدنيين الذين تجمعوا أمام فروع الهجرة للحصول على جواز السفر.
لم تستثن طوابير الانتظار من أجل جواز السفر أصحاب الأموال ورجال الأعمال الذين بدأو يتوافدون إلى مبنى الهجرة بحلب للحصول على جواز سفر للهجرة للخارج لتنمية مواردهم والحفاظ على ممتلكاتهم بعد التضييق وفرض الاتاوات، وقد بلغ بحسب التقديرات عدد المهجرين أسبوعياً ١٣ ألف شخص.
وباعتراف مدير إدارة الهجرة في شباط الماضي، استنفرت كوادر النظام من ٨ صباحاً حتى ١٢ بعد منتصف الليل لتسهيل حصول الراغبين على جوازت سفرهم مبيناً أنّه منذ بداية تموز وحتى آواخر شباط، تم طباعة نصف مليون جواز في المديريات و٨٦ في سفارات النظام بالخارج، مضيفاً أنّه مع منتصف آذار سيتم مضاعفة طباعة الجوازات للراغبين.
حكومة النظام تزاحم السماسرة
بهدف دعم الخزينة وقطع الطريق على جيوب المنتفعين من مسؤولي النظام سارعت وزارة داخلية النظام في ٢٤ من تشرين الثاني لاتاحة الفرصة للحصول على الجواز الفوري في غضون ٢٤ ساعة مقابل دفع مبلغ ١٠٠ ألف ليرة سورية بعد انخراط المسؤولين بالإدارات بملفات فساد وتواطؤ مع السماسرة لاستخراجها مقابل مبالغ مالية.
واتهم الخبير الاقتصادي والاكاديمي في جامعة حلب حسن حزوري حكومة النظام بافتعال أزمة الحصول على الجواز بالطرق العادية في مدة ٢٥ يوماً بالمقابل يتم تأمينه خلال ٢٤ ساعة بعد دفع مبلغ ١٠٠ ألف ليرة لدعم الخزينة معتبراً هذا التصرف انتهاك للقواعد القانونية والدستورية التي يمنحها حق تكافؤ الفرص للمواطنين، حسب قوله.
الجدير ذكره أنّ الأوضاع المعيشية المتردية التي تشهدها مناطق سيطرة النظام، بالإضافة إلى الفساد في مؤسساتها، دفع الأهالي لبذل كلّ ما لديهم في سبيل الخروج من مستنقع حكومة الاسد ومسؤوليها الفاسدين.
تقرير خبري بقلم: نضال بيطار
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع