خسائر النظام السوري لم تتوقف عند فقدانه أكثر من 70% من الأراضي السورية، بل ترافقت هذه الخسارة بفقدان الكثير من المشتركين في شركتي الاتصالات “إم تي إن” و ” سيريتيل “التابعة لأحد أقرباء بشار الأسد، لتثقل كاهل المواطن الواقع تحت سيطرتهم بفرض أسعار باهظة في ظل ظروف اقتصادية صعبة .
فشبكة الاتصالات الخلوية كانت قبل الأزمة تغطي أكثر من 75%من الأراضي السورية ضمن خدمة مقبولة نوعا ما وأسعار مرتفعة بالنسبة لدخل المواطن السوري، ففي عام 2011كان سعر الدقيقة الواحدة 4ليرات سورية ليتضاعف لـ3أضعاف بخدمة سيئة في 2015 ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة النظام .
عام 2000 هو تاريخ تأسيس الشركتين ” إم تي إن” و “سيريتيل” إذ تعتبر نفسها الرائدة الوحيدة في عالم الاتصالات في سوريا، فعلى صفحتها الرسمية على الويب، تعرف نفسها بأنها لديها 26 مركزا في جميع أنحاء سوريا، في حين أن المناطق الواقع تحت سيطرة النظام لا تتجاوز 8 محافظات و4فروع رئيسية في حلب الواقعة تحت سيطرة النظام واللاذقية وطرطوس ودمشق، وتؤكد الشركة أنه يتم مراجعتها في اليوم الواحد من قبل 20 ألف مستخدم بهدف الاستفسار عن خدماتها المتجددة والمجانية، وأنها تغطي لأكثر من 17ونص مليون زبون يستخدم الشبكة ، في واقع أبعد ما يكون عن هذه الحقيقة ففي مناطق واقعة تحت سيطرة النظام لايصل عدد الأشخاص لـ5 مليون مستخدم .
“أحمد” الموزع الحصري في مناطق حلب الواقعة تحت سيطرة النظام يقول:” سوق الوحدات يعاني من قلة مستخدمين وذلك لارتفاع الأسعار، وسوء الخدمة واستغناء الكثيرين عن الاتصال الخليوي واستخدام برامج الاتصال عبر النت التي تعتبر بالنسبة لهم أقل تكلفة مقارنة بأسعار المكالمات عبر الشركتين “.
مع خروج الكثير من المناطق عن سيطرة النظام انخفض عدد مستخدمي شبكة الجوال إلى الربع، ففرضت الشركة على المستخدمين الموجودين في المناطق المحررة تعبئة “200وحدة” كل 3أشهر لضمان استمرار الخط بالعمل ، وكما لجأت إلى فتح قنوات للتواصل مع أشخاص في المناطق المحررة لإعادة إصلاح الأبراج، وتغطية المناطق التي تم قطع الاتصالات عنها لسنوات .
و في مناطق النظام غلاء الأسعار بات أمرا محتوما يواجهه المواطن السوري ، يقول يوسف من محافظة حمص :” الاتصالات أصبحت أشبه بحملة صراخ في محاولة لسماع المتصل ، انقطاع متكرر واحتساب الدقيقة بالإضافة لتجديد لكثير من الميزات دون الرجوع للمستخدم بحجة أن هذه الخدمات تفعل تلقائيا ويتم خصمها من رصيد المشترك “.
من ضمن العروض التي تم إعلانها ولاقت سخط الكثير من المواطنين وخاصة العسكريين عرض “حماة الديار” الذي تم أطلاقه قبل رأس سنة حيث يتيح 50 دقيقة مجانية ضمن الأراضي السورية بالإضافة ل50 رسالة نصية بسعر 250 ل.س أي بأقل من دولار واحد ليعلق الكثير من المستخدمين بدل من إعطائهم رسائل لا تفيد اسمحوا لهم بالذهاب بإجازة كل سنة على الأقل”، ليضيف محمد وهو مستخدم لدى الشركة :” العسكري فاضي لهيك قصص … أي والله لازموا لأن مقضيها حب وغرام والبلد عم يضيع من بين أيدينا “.
في كل الخدمات التي يمتلكها النظام يحاول فيها استغلال المواطن وفرض الكثير من الضرائب، بحجة تأمينها له ليصرخ مواطن ساخط على مواقع التواصل الاجتماعي ” ما ضل غير الهواء تأخدو منا حقو ؟؟”
أماني العلي
المركز الصحفي السوري