عاد المشهد السياسي فيما يخص سوريا يطفو شيئا فشيئا على الواجهة، وذلك بعد أنّ كانت مواجهة فيروس كورونا الشغل الشاغل للعالم بأسره خلال المرحلة المنصرمة، حيث تطرّق وزير الداخلية التركي “سليمان صويلو” أمس إلى ما يحدث في إدلب، مؤكدا على أنّ المأساة التي تشهدها المحافظة لا تعني تركيا فحسب، وإنما العالم كافة.
ومع عودة إدلب لتصدّر المشهد السياسي مجددا، وخصوصا مع إعلان العديد من الدول عن خطط العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية، بدأ المحللون والإعلاميون الأتراك يكشفون عن الأحداث المحتملة والسيناريوهات التي قد تشهدها إدلب.
“أك دوغان أوزكان” الكاتب والإعلامي التركي ذهب في مقالة نشرتها صحيفة “T24” الإلكترونيةن إلى أنّ صيفا ساخنا بانتظار محافظة إدلب، كاشفا عن السيناريوهات المحتملة، وتبعات قانون قيصر الذي دخل حيز التنفيذ وكذلك أهدافه.
وبحسب أوزكان فإنّ وقف إطلاق النار واتفاقية خفض النزاع التي وقّعت بين تركيا وروسيا في الـ 5 من آذار بشأن إدلب، تبدو وكأنها صمدت لـ 3 أشهر فقط، قائلا: “يبدو أنّ طبول الحرب قد بدأت تُقرع من جديد، ومؤشرات ذلك ليست مقتصرة فقط على التحصينات العسكرية التي تقوم بها تركيا والنظام وداعموه في المنطقة، أو كذلك على بعض الاشتباكات الطفيفة التي تقع بين الحين والآخر. فقيام الطائرات الروسية لأول مرة منذ إعلان وقف إطلاق النار بهجوم على بعض الأهداف في مثلث حماة-إدلب-اللاذقية، دليل على أنّ 2020 سيمرّ قاسيا جدّا على شمال غرب سوريا”.وأضاف الكاتب، بأنّ الزيارة التي أجراها وزير الدفاع التركي “خلوصي أكار”، ورئيس هيئة الأركان “يشار غولير” برفقة ضبّاط رفيعي المستوى إلى الوحدات العسكرية على الحدود التركية-السورية، مؤشر على استعدادت من قبل أنقرة لعملية عسكرية محتملة”.
وتابع في الإطار نفسه: “يرى بعض الخبراء، بأنّ تركيا -وعلى المدى القصير- لن تُقدم بسبب التكلفة المالية، على عملية عسكرية محتملة في إدلب، ويرجّحون بأنّها ستكتفي خلال المرحلة الراهنة بالحفاظ على ما حققته على الأرض، ولكن استعدادات الأطراف الأخرى المعنية فيما يخص سوريا، مؤشر على أنّ الصيف سيكون صعبا وساخنا في سوريا”.
ووفقا للكاتب فإنّ فهم أبعاد الحرب الاقتصادية والسياسية التي تقبل عليها سوريا، والتي يستعد لها النظام وداعموه أيضا ليس سهلا، موضحا بأنّ الهدف الرئيس للنظام وداعميه إدارة ومواجهة العقوبات الاقتصادية المفروضة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، ومحاولة إطالة عمر النظام أكثر، وخصوصا مع دخول قانون قيصر حيز التنفيذ في 1 حزيران.
أهمية شهر حزيران بالنسبة إلى سوريا سياسيا واقتصاديا
ويرى أوزكان بأنّ قانون قيصر يهدف بالدرجة الأولى لمنع أي اتفاقيات محتملة من قبل دول عالمية أوروبية وأخرى عربية فيما يتعلق بإعادة إعمار سوريا، مضيفا: “بعبارة أخرى ما تريد أمريكا قوله للدول الأخرى هو (إياكم وإعادة العلاقات إلى طبيعتها مع النظام، وكذلك إياكم وإقامة علاقات تجارية معه تسهم في فسح المجال أمام إعادة إعمار سوريا”.
ويؤكد الكاتب على أنّه ليست روسيا وإيران وحدهما ستتأثران بقانون قيصر، فبالإضافة إليهما، فإنّ لبنان والأردن والعراق كذلك سيتأثرون بقانون قيصر، حيث تابع: “ولهذا السبب فإنّ روسيا تحاول فتح طريق إم 4 الدولي الممتد بين اللاذقية وصولا إلى مدينة موصل العراقية أمام المرور بالسرعة القصوى، وعليه فإنّ موسكو تسعى ومن دون إضاعة المزيد من الوقت أن تضخ شريان حياة للنظام في سوريا”.
وستحاول روسيا -وفقا للكاتب- من خلال عملية عسكرية محتملة ضم منطقة جبل الزاوية لسيطرة النظام، وبالتالي فتح طريق إم 4 أمام حركة المرور.
وأردف الكاتب: “كانت روسيا تحاول فعل ما سبق من دون أن تبقى مضطرة لعملية عسكرية، ولذلك أدرجت مادة تقضي بتأسيس منطقة آمنة بعمق 6 كم جنوب وشمال إم 4″، خاتما مقالته: “كل ما سبق ذكره بالإضافة إلى تفاصيل أخرى مؤشر على أنّ صيف 2020 سيكون ساخنا بالنسبة إلى إدلب خصوصا والعالم عموما”.