كثر الحديث في الصحف العالمية عقب الخلافات الداخلية، والضربات التي تتالت على النظام في سوريا من قبل الدول الداعمة له -وخصوصا روسيا- عن مرحلة ما بعد بشار الأسد، حيث ذهب العديد من المحللين السياسيين، إلى أنّ الساحة السورية ستشهد تطورات كبيرة مع بدء الانتقال تدريجيا إلى الحياة إلى طبيعتها في العديد من الدول الفاعلة في الساحة السورية.
“محمد كوجاك” الكاتب والإعلامي التركي، ذهب في مقالة نشرتها صحيفة “يني عقد”، إلى أنّ نظام الأسد يمر في مرحلة صعبة للغاية، وذلك بعد أن اهتزت أركانه عقب الضربات التي تتالت عليه داخليا وخارجيا، ما دفع به -والحديث عن النظام- إلى البحث عن بدائل عن حليفه الروسي.
النظام يعاني من ضغوطات بسبب إيران
ووفقا للكاتب فإن الضغوطات على نظام الأسد زادت في الآونة الأخيرة بسبب الوجود الإيراني وحليفها حزب الله في سوريا، قائلا: “وضعت موسكو نظامَ الأسد أمام موقف صعب، مخيّرة إياه بينها وبين إيران”.
وذكّر كوجاك بتهديدات إسرائيل لإيران وحليفها حزب الله، حيث أكدت أسرائيل على أنّ عملياتها ستستمر في سوريا إلى أن تخرج إيران وحزب الله منها.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت قد توعد مطلع الشهر الجاري، بمواصلة العمليات في سوريا حتى خروج القوات الإيرانية منها، معتبرا أن وجود قوات إيرانية في سوريا قرب الحدود يشكل تهديدا خطيرا.
ولفت الكاتب إلى أنّ صمت روسيا أمام التهديدات التي وجهتا إسرائيل لإيران في سوريا، يعني بشكل أو بآخر دعم موسكو لفكرة خروج إيران من سوريا.
إيران تدفع ثمن سياساتها الخاطئة في سوريا
وأفاد الكاتب بأنّ الولايات المتحدة الأمريكية، سعيدة للغاية من المواجهة الروسية-الإسرائيلية لنظام الأسد عبر التصعيد ضد الوجود الإيراني في سوريا، موضحا بأنّ إيران تدفع ثمن سياساتها الخاطئة في سوريا.
وتابع كوجاك في السياق ذاته: “إيران وحزب الله يتكبدان خسائر فادحة نتيجة سياستهما القائمة على الدعم المذهبي والطائفي لنظام الأسد، والتي تسببت بارتكاب جرائم إنسانية بشعة في سوريا، كلفتها ذلك فقدان قادة كبار مثل قاسم سليماني، الذي كانت له سياسات توسعية حيث كان يعمل على تدريب ميليشيات شيعية في سوريا والعراق ولبنان واليمن”.
هل تنسحب إيران من سوريا؟
ووفقا للكاتب فإنّ السؤال الأهم حاليا، يتمحور فيما إذا كانت إيران تفكر جديا أمام الضغوطات التي تواجهها في الانسحاب من سوريا، مردفا: “تعاني إيران من ضغوطات داخلية وخارجية، ففي الداخل تواجه تصعيدا من المعارضة، بالإضافة إلى أنّ اقتصادها تدهور إلى حد كبير بسبب العقوبات الأمريكية عليها، فضلا عن أنّ الشعب الإيراني بات مقتنعا بأنّ الحكومة أهدرت الكثير من الأموال في الخارج بسبب سياستها التوسعية”.
وأردف بأنّ “التطورات الأخيرة في الساحة الإيرانية، دفعت بالأسد إلى الشعور بالقلق من انسحاب إيراني محتمل وخصوصا في ظل توتر العلاقات بينه وبين موسكو”.
مرحلة ما بعد الأسد
وأفاد كوجاك بأنّه لم يعد خافيا أنّ واشنطن وموسكو وأنقرة -استعدادا لمرحلة ما بعد الأسد- باتوا في حالة سعي لإيجاد سبل وعلاقات جديدة ومختلفة حول مستقبل سوريا، مضيفا: ” تسعى روسيا للحفاظ على ما حققته من مكاسب في سوريا، حيث باتت تؤمن بإدارة يشارك فيها كافة أطياف المجتمع، وخصوصا أنّ استطلاعات الرأي الروسية الأخيرة أكّدت على أنّ نسبة بشار الأسد في الانتخابات الرئاسية التي ستجري عام 2021 لن تتجاوز 30 بالمئة”.
وختم الكاتب: “وفقا لما نقلته وسائل إعلام روسية، فإنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي بات مقتنعا بعدم وجود قاعدة شعبية لنظام أسد، أعطى التعليمات للمقربين منه لبحث تعاون مشترك مع كل من أمريكا وتركيا بشأن المرحلة القادمة في سوريا”.
نقلا عن اورينت نت