ذكرت تقارير إعلامية أن 4 صواريخ على الأقل أطلقت باتجاه إريتريا من تيغراي، حيث يرجح أن تكون “الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي” هي من أطلقتها، في حين لم تعلن الجبهة مسؤوليتها عن الهجوم الصاروخي.
وأوضحت وسائل إعلام إريترية أن الصواريخ سقطت قرب مناطق سكنية في العاصمة أسمرا، بالإضافة إلى بلدات دكيمهاري وجميهالو ونفاسيت. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات.
وقبل أسبوعين، أعلن ديبريتسيون جبريمايكل زعيم إقليم تيغراي استهداف العاصمة الإريترية بالصواريخ.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن 4 دبلوماسيين تأكيدهم وقوع الهجوم الثاني من نوعه منذ اندلاع المعارك على الأراضي الإثيوبية هذا الشهر.
وقال أحد الدبلوماسيين “إن صاروخا أُطلق من إقليم تيغراي سقط على ما يبدو في جنوب أسمرا” مشيرا إلى عدم ورود أي معلومات عن سقوط ضحايا أو وقوع أضرار.
وسبق أن اتّهمت “الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي” حكومة آبي أحمد باستقدام الدعم العسكري من إريتريا، وهو أمر تنفيه أديس أبابا.
ومنذ 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، تتواصل في الإقليم مواجهات مسلحة بين الجيش الإثيوبي الفيدرالي وهذه الجبهة.
وقد هيمنت “الجبهة الشعبية” على الحياة السياسية في إثيوبيا لنحو 3 عقود، قبل أن يصل أحمد إلى السلطة عام 2018، ليصبح أول رئيس وزراء من عرقية “أورومو” في البلاد البالغ عددها نحو 108 ملايين نسمة.
رفض الحوار
وقد تزامنت هذه التطورات مع إبلاغ رئيس الوزراء الإثيوبي موفدي الاتحاد الأفريقي عزمه على مواصلة العمليات العسكرية في منطقة تيغراي، رافضا دعوات الحوار، في وقت يستعد جيشه للمرحلة الأخيرة من الهجوم على الإقليم.
والخميس، أعلن أحمد الحائز جائزة نوبل للسلام بدء “المرحلة الثالثة والأخيرة” من حملته العسكرية ضد “الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي”.
ومنذ أكثر من 3 أسابيع يخوض الجانبان معارك عنيفة، قالت مجموعة الأزمات الدولية إنها أوقعت آلاف القتلى “بينهم مدنيون كثر وقوات أمن”.
وتحوم المخاوف حول مصير نصف مليون شخص يقطنون ميكيلي، عاصمة إقليم تيغراي، التي يقول الجيش إنه يحاصرها ويهدد بمهاجمتها. ومن جانبهم حذّر قادة دوليون ومنظمات حقوقية من أن هجوما كهذا سيشكل خرقا لقواعد الحرب، داعين إلى وساطة عاجلة.
وأعرب فرانشيسكو بابا الفاتيكان عن قلقه إزاء المعارك المحتدمة وتزايد أعداد القتلى والنازحين، وفق المسؤول الإعلامي في الفاتيكان ماتيو بروني.
ومن جانبها رفضت أديس أبابا التفاوض مع “الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي” واعتبر أحمد أن الدعوات المطالِبة بإجراء حوار تمثّل “تدخلا” في شؤون إثيوبيا الداخلية.
تحركات دبلوماسية
واستقبل رئيس الوزراء الإثيوبي في أديس أبابا الجمعة 3 رؤساء أفارقة سابقين هم الموزمبيقي جواكيم شيسانو، والليبيرية إلين جونسون سيرليف، والجنوب أفريقي كغاليما موتلانتي، الذين أرسلهم الاتحاد الأفريقي هذا الأسبوع لإجراء وساطة.
وفي بيان أعقب الاجتماع، أعرب أحمد عن تقديره “لهذه اللفتة.. والالتزام الثابت الذي تمثله لمبدأ حل المشاكل الأفريقية أفريقياً”. لكنه شدد على أن حكومته “مسؤولة بموجب الدستور عن فرض سيادة القانون في الإقليم وفي أنحاء البلاد”.
واعتبر أحمد أن عدم فرض سيادة القانون في تيغراي “من شأنه أن يفاقم ثقافة الإفلات من العقاب”.
اتهامات
من جهتها، أفادت سلطات تيغراي أن الجيش الحكومي يقصف بلدات وقرى فيلحق دمارا كبيرا، لكن دون أن تذكر ميكيلي على وجه الخصوص.
وأفادت في بيان بثّه “تلفزيون تيغراي” المحلي أن “كفاحنا سيتواصل من كل الجهات إلى حين ضمان شعب تيغراي حق تقرير المصير وخروج القوات الغازية”.
ومن جانبه دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة، في بيان، أطراف النزاع في إثيوبيا إلى “اغتنام الفرصة الحيوية” للوساطة الأفريقية “لحل النزاع سلميا”.
وقد قُطعت الاتصالات عن تيغراي منذ بدء القتال، مما صعّب مهمة التحقق من الإعلانات المتضاربة بشأن الضحايا والجهات التي تسيطر على المناطق المختلفة.
واندلع النزاع العام نفسه الذي قرر فيه الاتحاد الأفريقي، الذي يضم 55 بلدا ويتّخذ أديس أبابا مقرا، لعب دور أكبر في حل نزاعات القارة تحت شعار “إسكات الأسلحة”.
أزمة إنسانية
وقد أدى احتمال وقوع هجوم واسع النطاق إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية هذا الأسبوع لحل النزاع، في وقت عقد مجلس الأمن الدولي أول اجتماع له بشأن تيغراي، في حين دعا مسؤولون أميركيون وأوروبيون إلى ضبط النفس.
ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان أيف لودريان -الذي التقى نظيره الإثيوبي ديميكي ميكونين في باريس، الخميس، إلى اتّخاذ خطوات عاجلة لحماية المدنيين، في ظل تفاقم التداعيات الإنسانية للأزمة على صعيد المنطقة.
ومن ناحية أخرى، قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الجمعة إن نحو 100 ألف لاجئ إريتري في تيغراي يواجهون خطر نفاد الغذاء بحلول يوم الاثنين في حال لم تصلهم الإمدادات.
أما شرق السودان، حيث وصل أكثر من 40 ألف لاجئ فروا من معارك تيغراي، فتحاول السلطات المحلية جاهدة توفير الاحتياجات المتزايدة للغذاء والمأوى وغير ذلك من الأساسيات.
نقلا عن الجزيرة