تزداد المخاوف من تفشي وباء كورونا في مخيمات السوريين والفلسطينيين المكتظة بلبنان، بعد تسجيل إصابة 3 سوريين على الأقل وفلسطيني، حيث لا يمكن تطبيق إجراءات العزل المنزلي بسبب الاكتظاظ والكثافة الكبيرة.
وأعلنت السلطات اللبنانية، يوم أمس الأحد، ارتفاع ضحايا فيروس كورونا في البلاد، إثر تسجيل وفاة جديدة رفعت الإجمالي إلى 18، و7 إصابات رفعت الإجمالي إلى 527، بينهم فلسطيني واحد ليس من سكان المخيمات وقد جرى عزله في منزله، إضافة إلى ثلاثة سوريين على الأقل.
وتحولت المخيمات الفلسطينية مع مرور السنوات إلى أحياء عشوائية مكتظة بالسكان والأبنية الملتصقة ببعضها البعض، لتكون الأكثر عرضة لانتشار أوسع وأسرع للوباء، مع معاناة سكانها أساساً من نقص في الخدمات الأساسية، واعتمادهم على المساعدات الدولية بالدرجة الأولى.
وتفتقر المخيمات الفلسطينية التي تشهد كثافة سكانية مرتفعة إلى شبكات الصرف الصحي وإمدادات المياه الضرورية من أجل النظافة الشخصية لمواجهة الفيروس. ولا يساعد اكتظاظها على تطبيق إجراءات وقائية بينها التباعد الاجتماعي.
وتقول هدى سمرا، المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في لبنان إلى وكالة الأنباء الفرنسية “القلق الرئيسي هو من انتشار الفيروس في المخيمات الفلسطينية المكتظة، حيث إمكانية اعتماد إجراءات العزل المنزلي ضئيلة”.
وفي غياب مستشفيات خاصة بهم، يتوجب وفق سمرا “نقل الحالات كافة إلى المستشفيات اللبنانية، التي من الممكن ألا تتوفر فيها الأسرة اللازمة لعلاج عدد كبير من المرضى ممن يحتاجون إلى عناية مركزة”.
وتتولى الأمم المتحدة تسديد فواتير الاستشفاء الخاصة باللاجئين في حالة إصابتهم بفيروس كورونا، كما تعمل منظمات إنسانية على توفير المساعدات الضرورية لقاطني المخيمات، ومن بينها المجلس النرويجي للاجئين الذي يوزع مواد تنظيف كالصابون والمعقمات.
وتقول المتحدثة باسم المنظمة إيلينا ديكوميتس لوكالة الأنباء الفرنسية “زدنا كمية المياه التي نرسلها إلى اللاجئين الفلسطينيين والسوريين على حد سواء”.
وتتجوّل سيارة تابعة للمنظمة داخل المخيمات الفلسطينية مزودة بمكبرات صوت يتم عبرها تكرار الإجراءات الضرورية الواجب اتخاذها كغسل اليدين بالمياه والصابون وتفادي لمس الوجه.
ويؤوي لبنان، بحسب تقديرات رسمية، 174 ألف لاجئ فلسطيني على الأقل في مخيمات تحولت على مرّ السنين إلى أحياء عشوائية مكتظة بالسكان. إلا أن تقديرات ترجح أن يكون العدد الفعلي قرابة 500 ألف. وتقدر السلطات عدد اللاجئين السوريين بـ 1,5 مليون، أقل من مليون منهم مسجلون لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
نقلا عن تلفزيون سوريا