ضجت مواقع التواصل الإجتماعي بخبر استشهاد الطفلة “إسلام محمد الصدير”، البالغة من العمر ٦ سنوات.
في يوم يكاد أن يكون شبه هادئ في معرة النعمان، يوم الجمعة الماضي كانت عائلة الطفلة إسلام مجتمعة تشرب الشاي وتراقب الطفلة، تلعب سعيدة مبتهجة تكاد تطير من الفرح لأن السماء كانت خالية من الطيران، وهي لحظات نادرة تسمح للأطفال أن يلعبوا والناس يمارسون حياتهم اليومية مع الإحساس الدائم بالقلق والترقب لأن الطيران لا يتوقف عن القصف وتدمير البيوت فوق رؤوس ساكنيها.
في هذه اللحظات كانت إسلام على الدرج مازالت تلعب وتمارس طفولتها ببراءة كبيرة، وفجأة باغتتهم قذائف الموت متجهة إلى المنزل من قبل قوات النظام السوري المتمركزة في خان شيخون، ما أدى إلى إصابة إسلام إصابة بليغة حملت إليها الشهادة ورفعت روحها إلى السماء، الشظية التي أصابت إسلام تمركزت أسفل رقبتها الصغيرة وامتد الى صدرها الناعم.
لقد حققت قذائف النظام كامل أهدافها باغتيال البراءة من عيون الأطفال، وهدم المنزل بالكامل فوق أسرة إسلام وأهلها واستطاع فريق الدفاع المدني من انتشال أفراد أسرتها التي كانت تسيل الدماء من أجسادهم وغبار الأنقاض ترهقهم،
أمها وجدتها وصهريها و أختها وابن أختها الذي لم يتجاوز عمره الثلاث شهور من تحت الأنقاض وكانت إصاباتهم متفرقة بين رضوض وكسور وحروق، كما روى لي زوج أخت إسلام “إبراهيم الصدير” الذي تعرضت زوجته لكسر في يدها وكسر في قدمها.
وكان منزل إسلام تعرض للقصف للمرة الثانية مما أجبرهم على النزوح إلى مدينة إدلب، ولكن وضع العائلة المادي كان صعباً وقاسياً بسبب ارتفاع أجور المنازل ونظراً لصعوبة المعيشة قرر والد إسلام المريض في القلب والبالغ من العمر ستين عاماً العودة إلى المعرة بعد الهدوء النسبي في المدينة ولم يكن يتوقع بأن إبنته إسلام “فراشة العائلة” كما وصفها ستفارقهم وتفارق أختها التوأم رهف.
كانا يتقاسمان كل شيئ ويمرحون ويلعبون ويذهبون إلى الروضة يحملون أحلامهم في المستقبل .
كانت إسلام متفوقة في الروضة وتتميز بالذكاء وعلاقاتها الإجتماعية المتميزة مع بقية الأطفال .
ووصفت لي ابنة عمها عائشة الصدير إسلام بالهادئة الدلوعة، المحبة للمكياج والتجميل، والنزهة في السيارة والألعاب التي لا تملك إلا القليل منها …
وأضافت بأن لإسلام أربعة أخوة ذكور، وست أخوات من بينهن رهف اختها التوأم لإسلام والتي تناول النشطاء صورتها بالغلط والتي تشبهها كثيرا.
وقد شهدت عائلة أسلام قصف متكرر في عيد الفطر من قبل الطيران، واستشهد ابن عمتها وزوجته وأبنائه.
صُدمت العائلة باستشهاد إسلام وخاصة رهف التي خسرت جزء من روحها، و اختها، وصديقتها.
وحتى هذه اللحظة لم تصدق أن أختها قد ماتت ولم تعد تراها مرة أخرى.
وأنهم كانتا مثل الظل لبعضهما وفي اليوم الذي كانت به رهف تلعب مع باقي أخوتها بغرفة أخرى، استشهدت إسلام، وتم دفنها في الحارة الشمالية للمدينة، في مقبرة الشيخ حمدان، ذهبت الروح وذهب الظل وذهبت الصديقة والحبيبة والأخت بذهاب إسلام.
حلا إبراهيم – المركز الصحفي السوري