إسطنبول تحتضن ندوة عن تجربة المفاوضات البوسنية والأفغانية في إنهاء النزاعات

احتضنت مدينة إسطنبول التركية، اليوم الجمعة، ندوة حول تجربة المفاوضات البوسنية والأفغانية في إنهاء النزاعات، بحضور باحثين عرب متخصصين، وقيادات وأعضاء من المعارضة السورية.

وتهدف الندوة التي نظمها “مركز جسور للدراسات” (أهلي)، إلى الوقوف على التجربتين البوسنية والأفغانية، اللتان تتشابهان إلى حد كبير مع التجربة السورية.

وقال عضو مجلس الصلح الأعلى في أفغانستان، عبد الله أنس، “نجتمع اليوم مع الإخوة السوريين في هذه الندوة، بهدف استباق الأخطاء والإخفاقات مع تجارب أخرى مثل التجربة الأفغانية”.

وأشار أنس، أن “الأفغان كانت عندهم السلطة والحكم والجهاد، ولم يكونوا بحاجة إلى أن يدخلوا بجولات حوارية مع العديد من الدول، لأنهم كانوا قد حسموا أمرهم داخل أفغانستان”.

وعبّر عن خشيته “من أن يفوت الثورة السورية بعض الفرص، التي من الممكن (بفوات الأوان) أن تجعلها تتفاوض مع أطراف كثيرة، وهذه الأطراف كلما كثرت كلما تعقدت الأمور أكثر فأكثر، بسبب تعدد الآراء داخل المعارضة السورية”.

وشدّد أنس، على أن “السوريين يجب أن يقوموا بحسم أمرهم داخلياً من خلال التوحد، خاصة أن المطالب واضحة ولا تحتاج إلى تعقيد، وأهمها أن النظام غير شرعي فاسد ووراثي، وهنالك أغلبية مهمشة من الشعب السوري، وهذه المطالب من السهل تسويقها على الصعيد الدولي، من دون تعقيدها بمصطلحات وأدبيات في غنى عنها”.

ودخلت أفغانستان حرباً استمرت عشرة سنوات، في ظل احتلال الجيش السوفييتي لأراضيها (من عام 1979 وحتى 1989)، بغرض دعم الحكومة الأفغانية الموالية لاتحاد السوفييتي، والتي واجهت مقاومة من الثوار المعارضين للسوفييت.

من جهته، قال محمد سرميني، المدير العام لمركز جسور للدراسات، خلال الكلمة الافتتاحية، إنه “مع دخول القضية السورية إلى ميدان الاشتباك الدبلوماسي والسياسي، وجدت المعارضة السورية نفسها في حاجة ماسّة لاختبار هذا الميدان ومعرفة أسراره، وإتقان فنونه والتحكم في مساره”.

وأضاف “كان من المفهوم حصول خلل، نظراً لافتقار المعارضة السورية للحنكة الدبلوماسية والخبرة السياسية، بسبب الاستبداد والقمع اللذين كانا سائدين في سوريا زمن الأسد، إلا أن هذا الواقع يفرض علينا مضاعفةَ الجهود لتجاوز هذه الفجوة وسدِّ العجز”.

وأشار سرميني، إلى أن “تحديات المعارضة تزداد حدّة في ظل وساطة روسية غير نزيهة، ستميل حتماً لصالح تحجيم مدى التغيير السياسي المنشود في سوريا”.

ومركز جسور للدراسات، هو مؤسسة مستقلة، تتخذ من مدينة غازي عنتاب التركية مقراً لها، وهي متخصصة في إصدار المعلومات والدراسات والأبحاث المتعلقة بالشؤون السياسية والاجتماعية والاقتصادية والقانونية في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة المتعلقة منها بالشأن السوري.

تجدر الإشارة أن البوسنة والهرسك، خاضت حرباً أهلية مطلع العام 1992، بين البوشناق والصرب والكروات، انتهت بتوقيع اتفاق “دايتون” نهاية العام 1995، بعد مفاوضات استمرت منذ اشتعال الحرب، ووقع الاتفاق الرئيس البوسني أنذاك، علي عزت بيغوفيتش، ورؤساء صربيا وكرواتيا وأمريكا وروسيا وفرنسا وألمانيا.

المصدر:وكالة الأناضول

 

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

 

المقالات ذات الصلة

النشرة البريدية

اشترك ليصلك بالبريد الالكتروني كل جديد:

ابحثهنا



Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist