في كل عام يتفاءل الأهالي في سورية بشكل عام وفي إدلب خاصة بقدوم موسم شتوي يحمل الخير والأمطار والثلوج التي تسقي عطش الأرض وظمأ التراب بعد أشهرٍ طويلة من الانتظار وحبس الأمطار خلال فصل الصيف.
نتحدث عن محافظة إدلب, كونها تعتبر من مناطق الاستقرار الزراعي الأولى في سورية, فهي إدلب الخضراء التي تتنوع فيها التضاريس الجغرافية ما بين الهضاب والجبال والتلال والسهول, وتكثر فيها الغابات الخضراء المتنوعة من الأشجار المثمرة والحراجية, وتحتوي على العديد من المواسم الزراعية المختلفة الأنواع, ابتداء بمواسم الحقول ومزروعاتها وانتهاء بمواسم الأشجار وفاكهتها.
ولأن الزراعة هي من القطاعات النشطة في المحافظة, والتي تساهم بشكل واضح في تشكيل طيف واسع من الدخل القومي لأبناء المحافظة, يهتم الأهالي كثيرا بمتابعة أخبار الأمطار والأحوال الجوية, وخصوصا بكل ما يتعلق بالمياه ومصادرها كالأمطار والثلوج ولا سيما بعد أن شهدت المحافظة موسما شتويا منصرما لم تشكِّل هطولاته المطرية تلبية لطموحات المزارعين في المحافظة الخضراء التي باتت تعاني مؤخرا من بعض المشاكل الواضحة في تامين وتنمية مصادر المياه البديلة.
يقول سليم القدور من مدينة كفرنبل:
“نحن على أعتاب موسم قطاف الزيتون الذي تنتشر أشجاره بكثرة على شكل بساتين تحيط بالمدينة, والمعروف لدى جميع أهالي ومزارعي كفرنبل أن موسم هذا العام وأقصد المحصول المتوقع ليس كمواسم السنوات السابقة, لأن شجرة الزيتون لا تستطيع أن تقدم كل ما لديها في كل سنة, لذلك نلاحظ أنها تعطي محصولا جيدا في عام و محصولا أقل في عام آخر, فضلا عن كون إنتاج الشجرة مرتبط أيضا بمستوى الأمطار, فقلة وشح الأمطار في العام المنصرم, انعكس بشكل بمباشر على ضعف المحصول لهذا العام والله أعلم”.
ولو تحدثنا بشكل أوسع عن ريف المحافظة الجنوبي, سنجد أن المنطقة المذكورة هي مناطق تتميز بانتشار واسع للأشجار المثمرة, كأشجار الكرمة والكرز والتين والزيتون والرمان, والتي تتعاقب مواسم قطافها تباعا, ففي مدينة كفرنبل مثلا تنتشر بساتين التين والزيتون, وقد ودع أهالي المدينة موسم التين منذ شهر تقريبا وهم يستعدون الآن لاستقبال موسم الزيتون, وهم يتأهبون للبدء بقطافه في جميع بساتينهم.
يقول غسان الخطيب أحد أبناء المدينة:
“أعتقد أن الوقت ملائم حاليا للبدء بقطاف الزيتون, ولكن أغلب المزارعين كانوا ينتظرون هطول المطر أولا لعلها تساهم في إنعاش الثمرة أكثر, وتغسل الغبار الذي يلتصق بأوراق وثمار الأشجار, عموما أعتقد أن موسم الأمطار قد تأخر نوعا ما لذلك يجب علينا أن نستغل هذه الفترة للبدء بموسم قطاف الزيتون, سابقا كان الأهالي ينتظرون هطول المطر الذي يستمر ليوم أو ليومين ثم ينطلقون للقطاف في الأيام المشمسة التي تليها, أما الآن فقد تأخر هذا اليوم عن موعده ونحن نخشى أن يدخل الشتاء فجأة وبالتالي تصبح مهمة قطاف وجني ثمار الزيتون أصعب مع تشكل الأوحال وبرك المياه داخل البساتين, عموما ينتظر السكان هنا موسم الأمطار بشكل كبير ويدعون الله عز وجل أن يكون عاما خيرا”.
إذا هي علاقة أبدية وفريدة من نوعها بين المزارع الإدلبي والمطر, لذلك يهتم الأهالي كثيرا هنا بأخبار الطقس ومتابعة المنخفضات التي تحمل أمطار الخير في جعبتها لإدلب وبساتينها وسورية وأرضها الطيبة المعطاء.
المركز الصحفي السوري-فادي أبو الجود.