إسطنبول– “القدس العربي”: توالت الإدانات من المسؤولين الأتراك لمحاولة الانقلاب التي شهدتها أرمينيا، الخميس، وذلك رغم الخلافات والعداء الكبير بين أنقرة وبريفان ورئيس الوزراء نيكول باشينيان بشكل خاص والذي خسر مؤخراً الحرب في قره باغ أمام أذربيجان المدعومة من تركيا عسكرياً وسياسياً.
شاهد… قصة أم أحمد لتتعرف على #انتهاك_الحقوق وضياعها
وتقول تركيا التي عانت تاريخياً من الانقلابات العسكرية والتي كان آخرها محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد عام 2016، إنها تتخذ موقفاً مبدئياً ضد الانقلابات العسكرية في أي مكان في العالم. ويعتبر رئيس الوزراء الأرميني من أشد المعادين لتركيا في المحافل الدولية وقاد معارك قره باغ الأخيرة ويطلق بشكل دائم تصريحات حادة ضد أنقرة.
لكن وإلى جانب “الموقف المبدئي” الذي دفع أنقرة لإدانة محاولة الانقلاب، عبرت أوساط تركية غير رسمية عن قلقها من أن يؤدي نجاح محاولة الانقلاب وسيطرة الجيش على السلطة إلى التأثير على الاستقرار العسكري في قره باغ وعودة الاشتباكات التي توقفت باتفاق أذربيجاني مع باشينيان بوساطة روسية.
كما تخشى أنقرة أن يسيطر على السلطة في أرمينيا قيادات الجيش المحسوبة على روسيا وهو ما قد تستخدمه موسكو لتحريك الجيش الأرميني للضغط على تركيا في قره باغ، حيث تتوقع مصادر تركية أن موسكو غير راضية عن التواجد التركي في قره باغ كما أنها ترغب في تقليص النفوذ التركي المتزايد في المنطقة.
الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، أدان محاولة الانقلاب التي شهدتها أرمينيا، وكتب في تغريدة على حسابه عبر تويتر: “ندين محاولة الانقلاب في أرمينيا، فالانقلابات عرضت مسيرة الديمقراطية للانقطاع وتسببت بالفوضى على مر التاريخ”، وأعرب قالن عن أمله في عودة الأوضاع في أرمينيا إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن.
من جهته، أدان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أيضاً المحاولة الانقلابية، وأكد الوزير التركي في مؤتمر صحافي مع نظيره المجري من بودابست أن بلاده ضد أي محاولة انقلابية في العالم، مضيفاً: “نحن على الإطلاق ضد كافة الانقلابات والمحاولات الانقلابية في أي مكان حول العالم، لذلك ندين بشدة المحاولة الانقلابية في أرمينيا.. هذا النوع من المحاولات الانقلابية ما هو إلا خطوات تخل باستقرار البلاد، لذلك نحن ضدها”.
وأشار إلى أنه من الطبيعي في الديمقراطيات أن ينتقد المواطنون حكوماتهم بل وحتى يطالبوها بالاستقالة، مستدركاً: “لكن من غير المقبول للعسكريين أن يطالبوا حكومة منتخبة بالاستقالة، فضلا عن القيام بانقلاب”، معتبراً أن ثمة فرصة مهمة متاحة لاستقرار المنطقة، وينبغي تقييمها جيدا.
في السياق ذاته، قال “حزب العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا إن بلاده تعارض دائمًا كافة محاولات الانقلاب على الحكومات، وكتب عمر جليك الناطق باسم الحزب عبر تويتر: “تركيا لا ترغب في رؤية أحداث تؤدي إلى حالة عدم الاستقرار في المنطقة.. محاولة الانقلاب في أرمينيا لها عواقب تثير عدم الاستقرار في المنطقة”.
وفي وقت سابق الخميس، أصدر رئيس الأركان الأرميني أونيك غاسباريان، وقادة كبار في الجيش، بيانا طالبوا فيه رئيس الوزراء نيكول باشينيان، بالاستقالة، ليعلن الأخير إثر ذلك عزل غاسباريان، وبينما شوهدت طائرات حربية في سماء العاصمة خرج باشينيان في تظاهرة مع مئات من مؤيديه وسط العاصمة.
من جهته، قال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، إن أرمينيا لم تكن أبدا في وضع يرثى له كما هي عليه اليوم، وأنها تشهد أزمات كبيرة عقب حربها مع أذربيجان، وقال: “أرمينيا لم تكن يوما في وضع يرثى له كما هي الآن، والسبب في ذلك قياداتها المتوالية منذ 20 عاما، المعارضة الأرمينية تتعرض لضغوط كبيرة يوميا، لكن بعض الدول والمنظمات التي تدعي الديمقراطية تتجاهل هذه الضغوط”.
والخميس، شهدت العاصمة التركية، أنقرة، إقامة فعالية لإحياء الذكرى الـ 29 لمجزرة “خوجالي”، التي ارتكبها الجيش الأرميني بأذربيجان عام 1992، وقتل فيها 613 شخصا، حيث يجري إحياء هذه الذكرى لأول مرة عقب نجاح أذربيجان في طرد الجيش الأرميني من قره باغ.