رغم خروج العديد من المدن والقرى في سوريا عن سيطرة النظام السوري، ودمار عدد كبير من المدارس والمنشآت التعليمية بفعل القصف العشوائي للطيران، إلا أن عجلة التعليم لازالت مستمرة في ظل شح الإمكانيات المتاحة، بالإضافة لاعتماد جميع المدارس في المناطق المحررة على المناهج التعليمية التي أقرتها حكومة النظام.
وكعادة مسؤولي النظام يصدرون قرارات لاتمت للواقع بصلة وكأنهم في غير عالم، أو أن الزمن قد توقف عندهم منذ خمس سنوات، وأنهم حريصون على أبنائهم الطلبة كي يكملوا تعليمهم وينهلوا منه كل مفيد، لأنهم بناة الوطن وأمل سورية في المستقبل القريب بعد أن تنتهي حربهم ضد الإرهاب بحسب مايزعمون، لتنشر صفحة يوميات قذيفة هاون الموالية للنظام خبرا مفاده أن مدير تطوير المناهج الدكتور دارم الطباع قد صرح لبرنامج المختار أنه خلال الأعوام القادمة سيتم إصدار مناهج خاصة بالتربية الرياضية بقسميها النظري والعملي، ونظرا لذلك سيتم تجهيز المدارس بملاعب وساحات واسعة تسمح بتطبيق تلك المناهج.
أثار ذلك الخبر سخرية واستهزاء المواطنين السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، فمنذ بداية العام الدراسي الحالي تأخرت مديريات التربية في مناطق سيطرة النظام أكثر من شهر في توزيع الكتب المدرسية على مدارسها، والذي من المفروض أن يكون موضوع الكتب في قائمة أولوياتها وتأمينها مسبقا من أساسيات سير العملية التعليمية بنجاح.
ليعلق أحد المواطنين على الخبر ساخرا :” فعلا لازم ندرس الرياضة واللياقة للركض وراء لقمة العيش والسعي في أرجاء المعمورة لكسب القليل من الغذاء لتقويه جسم الرياضي السوري”، ويضيف آخر :” أنو واوووو عنجد الرياضة في كتاب شو هالإنجاز البشري، لك حلنا نتطور وندخل مناهج لها علاقة ببناء إنسان سليم، مثلا تنزلوا كتاب اسمو الأخلاق، أو الاحترام أو الثقافة الاجتماعية، بدنا كتب روحية ترتقي شوي بالجيل الجديد يلي عم يتدمر عقليا ويطلع ما في تربية ولا أخلاق وبلا شخصية، المهم يعرف يحشي مخو بشي مابهمو لينكب كلو ورا ظهرو لما يخلص دراسة”.
في وقت ينهمك مدير تطوير المناهج بالإعداد لمنهاج رياضي، حري به أن يجري تعديلا جذريا للمناهج المدرسية والتي تفتقر للموضوعية وللقيم الأخلاقية والتوعوية، بل ماهي إلا حشو معلومات بكم هائل لايستطيع التلميذ استيعابها مهما كان على درجة كبيرة من الذكاء، بالإضافة لتضمنها فكر النظام البعثي لتترسخ في أذهانهم الغضة فيستحوذوا بذلك على عقولهم تحت ستار زرع حب الوطن في قلوبهم.
منى معلمة في إحدى مدارس مدينة ادلب تقول:” جميع الكتب والمناهج التعليمية تمجد وتعظم الوطن وقائد الوطن، ابتداء بدروس الاجتماعيات مرورا بدروس القراءة وانتهاء بدروس العلوم والتي تذكر التلاميذ بجهود الدولة الحثيثة في الحفاظ على الطبيعة، فخبر المنهاج الرياضي الجديد جعلهم أضحوكة أمام الموالين لهم قبل المعارضين”.
أعاد النظام السوري بتشبثه بمواقفه وإصراره على أن الحرب في سوريا ماهي إلا مؤامرة، شعب سوريا مئات السنين للوراء لتكون قرارات وتوجيهات حكومته موضع سخرية لهم، فإلى متى سيواصلون استخفافهم بعقل المواطن غير آبهين بالحالة المأساوية التي آل إليها في ظل الحرب.
سماح خالد ـ المركز الصحفي السوري