ظهر مصطلح “العلاقات العامة” في المؤسسات الحكومة في نهاية القرن التاسع عشر, وشاع استخدامه في منتصف القرن العشرين؛ فقد ظهرت الحاجة للعلاقات العامة إثر التغيير الكبير الذي طرأ في المجتمعات الحديثة في شكلها وتكوينها وطبيعتها من نواحي عديدة سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية.
فالعلاقات العامة كانت موجودة من قبل في مجال الأعمال ولكن لم ينتبه إليها أحد، ولم يوضع المبادئ والقواعد لها إلا منذ وقت قريب.
تعتبر إدارة العلاقات العامة إحدى الأنشطة الهامة التي تساعد الإدارة العليا في المنظمات المختلفة، حتى تكون هذه الإدارة على اتصال وعلم مستمرين مع الجماهير.
فهي بشكل عام عرفت على أنها الترويج لإيجاد نوع من الصلات القوية بالشخص، والشركة، أو المؤسسة والأشخاص الآخرين، أو المجتمع بصفة عامة من خلال الاتصالات المستمرة.
فيما تعتبر العلاقات العامة علما سلوكيا واجتماعيا، تتضمن وظائف عدة: من قياس اتجاهات الجماهير المختلفة وتقييمها وتفسيرها، ومساعدة الإدارة في تحديد الأهداف المتعلقة بزيادة تفهم الجماهير للمنشأة، وأيضا تحقيق التوازن بين أهداف المنشأة مع مصالح الجماهير وحاجاتها وأهدافها، وتصميم وتنفيذ وتقييم البرامج بهدف اكتساب تفهم الجماهير وقبولها.
ولقد أصبحت العلاقات العامة في الإدارة الحديثة وظيفة هامة من الوظائف الإدارية التي تمارس في المستويات الإدارية في المنظمة كافة.
فيما تعتمد مبادئ أساسية في العمل، من الالتزام بمسؤوليتها الاجتماعية تجاه المجتمع واحترام حقوق الفرد الأساسية ومراعات واجباته، وأيضا اتخاذ مبدأ الشفافية، والالتزام بمبادئ الأخلاق الكريمة كالنزاهة والصدق والعدالة، وأيضا اتباع أساليب علمية في قياس اتجاهات الرأي العام وعدم تجاهل البيئة الداخلية للمنظمة.
إن وجود هذه الوظيفة وشكلها التنظيمي يتبع لعوامل عدة، منها عدد الجماهير التي تتعامل معها المنظمة من موظفين وعملاء وموردين، وطبيعة عمل المنظمة سواء كانت خدمية أم إنتاجية، ومدى اهتمام الإدارة العليا بجهود العلاقات العامة، ومدى توفر الإمكانات المادية لتطوير العلاقات العامة، وأيضا مدى الانتشار الجغرافي للمنظمة.
تنتقي المنظمات موظف العلاقات العامة حسب حاجتها وحجمها وطبيعة نشاطها، لكن هناك صفات عامة يجب أن يتمتع بها موظف العلاقات العامة من الأخلاق الفاضلة كالصدق والأمانة وأن يكون اجتماعياً وقادراً على إقامة العلاقات بين الناس، وأن يتصف بالاستقرار النفسي ويتمتع بالجاذبية في المظهر والحديث، وأيضا سريع الاستجابة وحسن التصرف وعدم التحيز في السلوك وإصدار الأحكام.
مع أن الإدارة بشكل عام تطورت وتعددت وظائفها إلا أن العلاقات العامة مازالت دون المطلوب فمعظم المؤسسات مازالت تهمل البحوث العلمية في العلاقات العامة منها ما هو متعلق بضعف إمكانيات الشركات المادية أو ضعف القدرات العلمية لموظفي العلاقات العامة.
ولكن على كل منظمة أن تدرك أهمية البحوث في العلاقات العامة مهما اختلفت طبيعة عملها ويجب أن تسعى لتطبيق خطوات البحث العلمي لحل المشكلات، لأن اتخاذ القرارات في المنظمة يحتاج إلى معلومات وبيانات لكي يكون صائباً، وهذا لا يمكن التوصل إليه إلا عن طريق البحث العلمي للوصول إلى قرارات رشيدة.
المركز الصحفي السوري – أسماء العبد