ريم احمد
التقرير الانساني ( 2 / 7 / 2015)
المركز الصحفي السوري.
تعاني محافظة درعا في هذه الأيام من أوضاع إنسانية صعبة جدا خصوصا بما يتعلق بأمور المشافي الميدانية و تقديمها للخدمات ، في ظل قصف عنيف و متواصل منذ عدة أيام من طائرات الأسد و بقذائفه و صواريخه .
ففي بداية الأمر أعلن مشفى بلدة النعيمة الميداني في بلدة النعيمة “البوابة الشرقية لمدينة درعا” ببيان رسمي أصدره عن إيقاف العمل الطبي فيه ، مشيرا إلى أن ذلك جاء نتيجة إصابة المشفى بأضرار كبيرة جدا جراء القصف الذي استهدفه ، ابتداءا من صواريخ و براميل الطائرات و ليس انتهاءا بقذائف المدفعية الثقيلة .
و لم يقف الامر عن هذا الحد فقد أعلن المشفى الميداني في بلدة صيدا بريف درعا الشرقي التي ارتكبت طائرات الأسد فيها مجزرة مروعة يوم أمس عن توقفه عن تقديم خدماته الطبية نتيجة الاضرار التي لحقت به نتيجة القصف ، كما و اتخذ مشفى طفس الميداني بريف درعا الغربي ذات الخطوة و لذات الأسباب .
و نشر مشفى الاحسان الخيري العامل في بلدة الغارية الشرقية بيانا أعلن فيه عن توقف العمل فيه حتى اشعار اخر ، مضيفا ان ذلك جاء بناءا على مقتضيات المصلحة العامة و لاسباب امنية و بسبب استهداف نظام الأسد للمشافي الميدانية في المنطقة ، و حرصا على سلامة الكادر الطبي .
ونبقى في الداخل السوري، حيث تعاني العديد من المناطق السورية خارج سيطرة الحكومة من تفشي داء الليشمانيا، والذي يسجل حالة إصابات متزايدة في ظل انحسار مراكز الرعاية الطبية المتوفرة، فيما تسهم ظروف الفقر وانعدام النظافة العامة في تزايد الإصابات التي تسببها لسعة ذبابة الرمل.
وتبين النشرة الوبائية الصادرة عن “وحدة التنسيق والدعم التابعة للائتلاف الوطني المعارض”، تسجيل 1058 إصابة بالليشمانيا الجلدية، في 385 مركز رصد جرى توزيعها على 12 محافظة سورية، خلال الأسبوع الثالث من شهر يونيو/حزيران الماضي.
وتشير النشرة إلى تجاوز ثلاث مناطق؛ وهي الرقة ومعرة النعمان وجبل سمعان لعتبة الإنذار بالمرض. ووفقاً للأرقام الصادرة عنها، تأتي كل من حلب وإدلب كأكثر المدن التي تنتشر فيها الإصابات، بمتوسط 13 إصابة يومياً.
في حلب أيضاً، أعلن فريق الرعاية الصحية في الهلال الأحمر السوري، أنه قام بإدخال مجموعة من المساعدات اللازمة للوقاية والعلاج من الليشمانيا إلى الأحياء الشرقية من المدينة، وأن المساعدات المقدمة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر تتضمن 16 ألف ناموسية للوقاية من البعوض المسبب للداء، إضافة إلى 15 ألف فيالة مضادة لليشمانيا، وتم توزيعها لاحقاً على مناطق ريفي حلب الشمالي والغربي.
في سياق منفصل، أضرم لاجئ سوري النار بنفسه، يوم الأمس، الأربعاء، في محافظة السليمانية شمال العراق، احتجاجاً على اختطاف منظمة (بي كي كي) لابنه البالغ (15 عاماً).
ووفقاً للمعلومات التي حصل عليها مراسل الأناضول في السليمانية، فإن اللاجئ السوري يدعى “وليد عبد الرحمن” نظم اعتصاماً أمام مقر حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري (PYD)، وقت الظهيرة، مطالباً بتسليم ابنه “برين” المختطف.
وأضافت المعلومات أن “عبد الرحمن” أقدم على سكب مادة “البنزين” على جسده، وإضرام النار بنفسه، عندما لم يتلق أي استجابة لطلبه.
وأشارت المعلومات أيضا إلى أن مواطنين في الجوار تدخلوا وأطفأوا النار التي لفت جسد عبد الرحمن، ونقلوه إلى المستشفى، حيث يتلقى العلاج.
ولم يصدر أي تصريح رسمي من السلطات المحلية حول الحادثة.
حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ومنظمة “سيف ذي تشيلدرن” غير الحكومية في تقرير، الخميس، من تفاقم عمالة الأطفال السوريين التي بلغت مستويات خطيرة نتيجة النزاع في سوريا والأزمة الإنسانية الناجمة عنه.
وقالت المنظمتان في تقرير بعنوان “أيد صغيرة وعبء ثقيل” إن “النزاع والأزمة الإنسانية في سوريا يدفعان بأعداد متزايدة من الأطفال ليقعوا فريسة الاستغلال في سوق العمل”.
وأكد روجر هيرن، المدير الإقليمي لمنظمة “سيف ذي تشيلدرن” في الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا أن الأزمة السورية “دفعت الملايين إلى الفقر، ما جعل معدلات عمالة الأطفال تصل لمستويات خطيرة”.
وأضاف “في الوقت الذي تصبح فيه العائلات أكثر يأسا فإن الأطفال يعملون بشكل أساسي من أجل البقاء على قيد الحياة، ويصبح هؤلاء لاعبين اقتصاديين أساسيين في سوريا أو دول الجوار”.
ووجد التقرير الذي نشر في عمان أن “4 من كل 5 أطفال سوريين يعانون الفقر”، بينما يقبع “2,7 مليون طفل سوري خارج المدارس، وهو رقم فاقمه عدد الأطفال المجبرين على الانخراط في سوق العمل”.
وأضاف أن “الأطفال داخل سوريا يساهمون في دخل عائلاتهم في أكثر من 3 أرباع العائلات التي شملتها المسوحات. وفي الأردن يعتبر نصف أطفال اللاجئين السوريين المعيل الرئيسي في العائلة”.