أطلق مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية (أورسام) التركي، بالتعاون مع “مؤسسة كونراد أديناور” الألمانية، تقريرًا عن “تداعيات الأزمة السورية على البلدان المجاورة”، تحت رعاية السفارة التركية في لبنان، وذلك في فعالية شهدها المركز الثقافي التركي “يونس أمرة” في بيروت.
وقال مدير مركز “أورسام” البروفسور “شعبان كارداش”، في كلمة له خلال الفعالية، إن التقرير تضمن عملا ميدانيا ركّز على “كيف أثرت الأزمة في سوريا على البلدان المجاورة خصوصا التأثير على بنية الدولة وتحديات مواجهة الإرهاب، خصوصا أن الأزمة السورية اتخذت طابعا دوليا”، مشيرًا أن فريق الباحثين زار لهذه الغاية كل من العراق والأردن ولبنان، بالإضافة إلى المنطقة الحدودية التركية مع سوريا.
من جهته، قال الباحث في المركز البروفسور “فرحات برنجي”، إن “السوريين يعانون كثيرا لكن هذا التقرير يركز حاليا على تأثير الأزمة على الدول المجاورة، من 6 جوانب هي الهجرة، وبنية الدولة، والتطرف، والتأثير على البنى الاجتماعية، والاقتصاد، والأمن”، حسبما أوردت وكالة الأناضول التركية للأنباء.
ولفت برنجي إلى أن تأثير الأزمة السورية على “بنية الدولة تبرز جدا في العراق ولبنان وهي مختلفة عن الأردن وتركيا، بينما من حيث الهجرة أي تدفق اللاجئين فلبنان يعد الأكثر تأثرا”، مبينًا أن “عامل التطرف أو الجنوح إلى التطرف بارز (لدى اللاجئين السوريين) في لبنان والعراق وتركيا بنسبة أقل”.
ونقلت “الأناضول” عن “أويتون أورهان”، الباحث في “أورسام” والخبير بشؤون الشرق الأوسط، قوله إن التقرير “لا يركز على موضوع اللاجئين بل على مسائل الأمن والتطرف”، وأنه يجري “مقارنات بين الدول لناحية عدد اللاجئين السوريين في كل دولة من دول الجوار وكيف ينقسمون بين من يعيش في المخيمات أو في المدن”.
وحضر فعاليات الإعلان عن التقرير، السفير التركي في لبنان “شاغاتي أرسياز”، وعدد من المهتمين والإعلاميين اللبنانيين، بالإضافة إلى كل من البروفسور “مسعود أوزجان”، مدير الأكاديمية الدبلوماسية في وزارة الخارجية التركية، والبروفسور “شعبان كارداش”، مدير مركز “أورسام” والبروفسور “فرحات برنجي” الباحث في مركز “أورسام”.
وتستضيف تركيا نحو 2.7 مليون لاجئ سوري، فيما يعيش نحو 2.1 مليون آخرين في لبنان والأردن، ويشير تقرير “أورسام” إلى أنه بحلول أبريل/ نيسان 2016 كانت تركيا تستضيف أكبر عدد من اللاجئين (السوريين) في العالم، وأنها انفقت نحو 10 مليارات دولار أمريكي على اللاجئين السوريين وحدهم.
وتأسس مركز أورسام في يناير/ كانون الثاني 2009، بهدف إجراء الأبحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحضارية والفكرية “الاستراتيجية” الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط والعمل على اقتراح أفكار تعمل على تقوية العلاقات المتنوعة بين تركيا ودول الشرق الأوسط، وتشمل دراسات وتحليلات المركز جميع دول الشرق الأوسط والأحداث الجارية فيها بمختلف جوانبها.
ترك برس