طرحت التهديدات التي أطلقتها إيران وحلفاؤها خلال اليومين الماضيين تجاه السعودية عقب إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر تساؤلا حول أوراق القوة التي تملكها طهران، والتي ربما قد تستخدمها كخطوة انتقامية تجاه إعدام أحد أذرعها في المنطقة الشرقية معقل الشيعة في السعودية.
ويلاحظ من خلال ردود الأفعال عقب إعلان السعودية إعدام الشيخ النمر، غضب إيراني واسع عبر عنه مختلف المسؤولين الإيرانيين وحلفاؤهم في المنطقة، وقد أعادوا التهديدات التي أطلقت منذ إعلان حكم الإعدام الصادر بحق النمر، وهو ما يدفع بالسؤال عن الخيارات التي تمتلكها إيران للرد الذي لوحت به كثيرا.
من جهته، يعتقد الخبير في الشأن الإيراني، محمد مجيد الأحوازي، بأن إيران “ربما تلجأ لتحريك عدد من أوراق قوتها في المنطقة للرد على إعدام النمر، ومنها تحريك خلايا لشيعة البحرين لاستهداف مواقع عسكرية ومنشآت حكومية سيادية”.
وأوضح الأحوازي في حديثه لـ”عربي21“، الاثنين، أن “إيران دربت العديد من الخلايا التابعة لشيعة البحرين، وهذه الخلايا قادرة على تنفيذ عمليات عسكرية تستهدف مواقع حساسة”.
وأشار إلى أن حزب الله في لبنان يعد ورقة أخرى يمكن لإيران أن تستخدمها في حال الصدام المباشر مع السعودية، من خلال “احتلال بيروت بالكامل، وإنهاء تيار المستقبل، والسيطرة على مقراته، وفق ما لوح به عدد من قيادات الحرس الثوري”.
ولفت إلى أن المليشيات العراقية “تمتلك خلايا انتحارية، ربما يتم الزج بها في عمق الأراضي السعودية إذا حصلت مواجهة لتنفيذ عمليات عسكرية تزعزع الأمن داخل السعودية، بل ويمكن أن تتعداها لتضرب دولا خليجية أخرى إذا تطور الصدام”.
وعلى صعيد الساحة السورية التي تعد ساحة صراع بين الرياض وطهران، قال إن التيار الإصلاحي بدأ يضعف لصالح المحافظين عقب إعدام النمر، وأصبح مؤيدا للتدخل العسكري الإيراني الشامل في سوريا.
وأشار إلى توقعات خبراء إيرانيين باتجاه المعركة في سوريا نحو الاستنزاف الطويل للرد على السعودية.
من جانبها، نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تحليلا تناول الساحة اليمنية والحوثيين باعتبارهم ورقة أخرى تمتلكها إيران للرد على السعودية، من خلال “زيادة الدعم العسكري للحوثيين، لممارسة ضغط في الجبهة اليمنية”، خاصة أن الرياض أعلنت بعد إعدام النمر بساعات إنهاء الهدنة التي كانت سائدة في اليمن، واستنئاف العمليات القتالية.
وفي السياق ذاته، لا تعد التهديدات و”عاصفة الغضب” الإيرانية التي بدأت منذ اليومين الماضيين جديدة، بل سبقتها العديد من التصريحات والتهديدات التي أطلقها مسؤولون إيرانيون بعد حكم الإعدام على النمر في 15 تشرين الأول/ أكتوبر 2014.
فقد لوح أمين عام مصلحة تشخيص النظام هاشمي رفنسجاني، قبل أشهر، بأن “الآلاف من أنصار الشيخ النمر لن يلزموا الصمت، في حال تم تنفيذ حكم الإعدام”، لكن رفسنجاني لم يكشف عما يمكن أن يفعله الآلاف من أنصار النمر في حال إعدامه.
من جانبها، قالت “عصائب أهل الحق” العراقية الموالية لإيران، وهي إحدى كتائب الحشد الشعبي التي شكلت بقرار من المرجعية الشيعية السعودية، إن الإقدام على هذه الخطوة “لن يجلب لهم إلا زوال ملكهم ونهاية حكمهم”.
وفي الإطار ذاته، بثت مليشيات حزب الله العراق مقطعا مصورا على موقع “يوتيوب” في تاريخ 4 نيسان/ أبريل 2015، تقوم فيه بنصب راجمة صواريخ قبالة نقطة مراقبة على الحدود السعودية، في خطوة غير مسبوقة وتهديد مباشر بقصف الأراضي السعودية من الأراضي العراقية.
ويرى مراقبون للشأن الإيراني أن طهران خلقت العديد من الأذرع الموالية لها للتحرك عند الطلب في دول عربية وتنفيذ عمليات تربك تلك الساحات لتحقيق مصالحها.