اتفق الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، وأمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الثلاثاء، على أن الأوضاع في سوريا لن تستقر حتى يرحل رئيس النظام، بشار الأسد، “الذي فقد شرعيته في بلاده”، بحسب أوباما. وخلال لقائه مع أمير قطر، في ظهور متلفز بالبيت الأبيض، قال أوباما”: “كلانا قلق بشدة من الوضع في سوريا، وسنواصل دعمنا للمعارضة السورية المعتدلة هناك”. وتابع بقوله: “لازلنا نعتقد أنه ليس من الممكن أن يستقر البلد بالكامل حتى يرحل (رئيس النظام بشار) الأسد الذي فقد شرعيته في بلاده، كيف يمكننا أن نصل إلى تلك المرحلة، كما هو واضح إنه تحد كبير وقد تبادلنا آراء حول كيفية تحقيق ذلك”. ويقترب الصراع في سوريا من دخول عامه الخامس، وخلّف حتى الآن نحو 200 ألف قتيل، بحسب الأمم المتحدة، وأكثر من 300 ألف قتيل، بحسب مصادر في المعارضة السورية، التي تطالب برحيل الأسد، فضلا عن أكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها. وأوضح أوباما أنه بحث مع أمير قطر “أزمتي ليبيا واليمن اللتان تسببان كماً هائلاً من الاضطرابات، إضافة إلى المفاوضات حول ملف إيران النووي”. وأعرب عن رغبته في رؤية السلام والاستقرار يتحقق في الشرق الأوسط، وأن يحصل الشباب هناك على فرصهم في الحياة. ومضى قائلا إن “الولايات المتحدة وقطر لديهما أواصر أمنية قوية، وهم (قطر) شركائنا في العديد من المبادرات.. قطر شريك قوي في حلفنا لإضعاف، ومن ثم هزم داعش”. ويسيطر مسلحو تنظيم “داعش” على مناطق في الجارتين العراق وسوريا، وأعلن في يونيو/ حزيران 2014 قيام ما أسمها “دولة الخلافة”. ومنذ شهور يشن تحالف غربي – عربي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، غارات على أهداف للتنظيم، الذي يقتل رهائن أجانب لديه، ومتهم بارتكاب انتهاكات بحق أقليات. وتحدث الرئيس الأمريكي عما قال إنها “فرصة في العراق يستطيع من خلالها الجميع، سنة وشيعة وأكراد، التعايش سوية بسلام”. بدوره، أشاد أمير قطر بالعلاقة المشتركة القوية بين البلدين، وقال إنه تحدث مع الرئيس الأمريكي حول القضية الفلسطينية. وتابع تميم: “علينا إيجاد حل لقضية فلسطين، وأنا سعيد بسماع أن الرئيس (أوباما) ملتزم بدفع عملية السلام، فالقضية الفلسطينية مسألة مهمة جداً لشعوب المنطقة”. وأضاف أن مباحثاته مع الرئيس الأمريكي “تركزت حول الإرهاب الموجود في منطقتنا وكيف التعامل معه وضمان عدم عودته”. وضم الوفد القطري، الذي حضر الاجتماع في المكتب البيضاوي، وزير الخارجية خالد العطية ومسؤولين آخرين. ومن المقرر أن يلقي أمير قطر في وقت لاحق كلمة أمام حشد من طلاب جامعة جورجتاون في العاصمة الأمريكية، ويلتقي عددا من رجال الأعمال والاقتصاد، ومن المتوقع أن يغادر الولايات المتحدة الأمريكية يوم الجمعة القادم في ختام زيارة بدأت مساء أمس الإثنين.
الأناضول