قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الصراع الدائر في العراق هو نتيجة للانقسامات الطائفية التي تفاقمت وإن شعب العراق وقياداته بيدهما تجاوز هذه الخلاف
وفي مقابلات مع عدد من المحطات التليفزيونية أوضح أوباما أن الفشل في الاقرار بدواعي القلق لدى الاقليات والذي اقترن بالشكوك حول تشكيل الحكومة في اعقاب الانتخابات التي عقدت في إبريل/ نيسان أديا إلى انكشاف الوضع في العراق.
وشدد على أن مساعدة بلاده لخروج العراق من أزمته ستكون محدودة ومشروطة.
يذكر أن الرئيس الأمريكي ينتهج منذ وصوله للحكم سياسة تهدف إلى الانسحاب الأمريكي التدريجي من مناطق الصراع التي انخرطت فيها في العراق وافغانستان مع محاولات حثيثة لاعتماد هذه الدول على ذاتها في اعقاب انسحاب القوات الأمريكية.
وقال أوباما “بعض القوى التي ربما دائما تقسم العراق أصبحت أقوى الآن وتلك القوى التي يمكن أن تحافظ على وحدة البلاد أصبحت أضعف”. جاء ذلك في تصريحات لبرنامج اخباري في شبكة ان بي سي.
وقد تعهد أوباما بارسال 300 مستشار عسكري إلى العراق، لتقديم المساعدة في قتال المسلحين الذين استولوا على مناطق في شمال العراق ووسطه، وفي مقدمتهم تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام والمعروف اختصارا باسم “داعش”.
كما هدد باللجوء الى الضربات الجوية لدحر المسلحين الذين يحاولون الوصول إلى بغداد والقضاء على حكم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
ويشهد عدد من المحافظات السنية ما يشبه الانتفاضة ضد الحكم المالكي الذي يتهمه خصومه بالتحيز للشيعة والديكتاتورية وتهميش المناطق السنية وعدم اشراكها في الحكم.
ودافع الرئيس الأمريكي عن قراره سحب القوات الامريكية من العراق وقال إن التحدي أمام العراق هو تشكيل حكومة تجمع بين مكونات البلاد من سنة وشيعة وأكراد.
وقال “جزء من المهمة الآن هو رؤية ما إذا كان الزعماء العراقيون مستعدين للسمو فوق الدوافع الطائفية والتجمع معا والتوصل لحل وسط”.
وحذر أوباما من أنه لا توجد قوة نيران أمريكية قادرة على حل المشكلة في العراق إذا لم يتمكن الزعماء العراقيون من تجاوز الدوافع الطائفية والعمل على توحيد البلاد.
وكانت الحكومة العراقية طلبت رسميا من الولايات المتحدة توجيه ضربات جوية للمسلحين السنة بقيادة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذين سيطروا على عدد من المناطق العراقية خلال الأيام العشرة الماضية.
وتتلاقي دعوة أوباما مع دعوة المرجع الشيعي الأعلى في العراق على السيستاني الجمعة والتي حث فيها على تشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق تحظى “بإجماع قومي عريض وتتجاوز اخطاء الماضي”، في أول انتقاد مبطن لحكومة نوري المالكي رئيس الوزراء.
ومنذ تفجر الأزمة الحالية باستيلاء مسلحي داعش على مدينة الموصل وغيرها من المناطق في التاسع من يونيو/ حزيران تعالت الاصوات التي تحمل المالكي مسؤولية ما آلت اليه الأوضاع وتزايدات الدعوات المطالبة بتنيحه عن الحكم.
وتمثل تصريحات أوباما ودعوة السيستاني ضغطا متزايدا على المالكي، الذي فازت كتلته بأكبر عدد من الاصوات في الانتخابات البرلمانية الماضية، والذي يتمسك إلى الأن بتشكيل الحكومة المقبلة.