يعيش أهالي معضمية الشام بريف دمشق أوضاعا كارثية، بسبب إعادة قوات النظام إحكام الحصار على المدينة، في حين زار تلفزيون النظام المدينة لتقديمها كنموذج للمصالحات المحلية، الأمر الذي نفاه الناشطون، حيث إن الهدنة دخلت مرحلة حرجة وأصبحت مهددة بالانهيار.
وكان تلفزيون النظام الرسمي قد زار المدينة المحاصرة لتصوير حلقة من برنامج “سوريا تتحاور” وذلك بعد إهمال النظام لتنفيذ بنود هذه المصالحة لأكثر من عام، وعدم تنفيذ معظم بنودها رغم مطالبات الأهالي المستمرة بذلك، وفقا للناشطين.
ولم يتجاوب الناشطون وبعض الأهالي مع فريق التصوير، بل تظاهروا أمام الكاميرات رافعين لافتات تطالب بإخراج المعتقلين ورفع الحصار المفروض على المدنيين. كما تحدث أحد الأطفال إلى فريق التلفزيون محملا الرئيس بشار الأسد مسؤولية قصف مدرسته وتدمير مستقبله.
ونتيجة لذلك، يقول ناشطون إن النظام نكث بوعوده بإدخال مساعدات ومواد غذائية ومحروقات مقابل السماح بدخول فريق التصوير، فسارع إلى قصف المدينة وقنص المدنيين وإعادة إحكام الحصار فور خروج فريق التصوير.
وفي حديث لمراسل الجزيرة، قارنت سيدة تدعى أم أحمد بين المعابر في فلسطين المحتلة ومعبر المعضمية، وقالت إن لدى الإسرائيليين رحمة أكبر بالناس حيث يسمحون لهم بإدخال الطعام، بينما يمنع جنود النظام إدخال الخبز ويدوسون على قطع البسكويت إذا عثروا عليها مع أحد الأهالي عند المعبر، فضلا عن منعهم من إدخال الدواء، وفق قولها.
كما تحدثت سيدة مسنة من أهالي معضمية الشام لمراسل الجزيرة عن معاناتها في البحث عن طعام لأطفالها، وقالت إنها سألت ثلاثة أشخاص عن بعض الخبز فلم تجد لديهم شيئا.
وقالت سيدة أخرى إن الهدنة التي أعلن النظام عنها منذ عام ونصف العام لم تغير شيئا في واقع حياتهم، حيث مازالوا يعانون الحرمان من الوقود والكهرباء، مع نقص شديد في المواد الغذائية.
المصدر : الجزيرة