تعد الكهرباء من القطاعات الخدمية الأكثر تضررا خلال سنوات الحرب الستة في سوريا؛ لأهميتها وعوز الناس لها في حياتهم اليومية، ونظرا لزيادة ساعات التقنين في مناطق النظام وانعدامها في المناطق المحررة دفع المواطنين للبحث عن وسائل بديلة؛ ليؤمنوا حاجاتهم اليومية منها، كمولدات الديزل ومولدات البنزين والطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
انتشرت مولدات الديزل ” الأمبيرات ” في مختلف مناطق سوريا، إلا أن عدم استقرار سعر المازوت وارتفاعه المستمر نتيجة قطع الطرقات والاشتباكات المستمرة بين أطراف النزاع في سوريا، أثر سلبا على سعر الاشتراك الشهري وعدد ساعات التشغيل فلا تتعدى 4 أو 5 ساعات في اليوم في المناطق المحررة.
ولعل تحويل الطاقة الكهرضوئية من أشعة الشمس إلى طاقة كهربائية من أكثر الطرق نجاحا ولاقت رواجا في الفترة الأخيرة وبالأخص في المناطق المحررة لما تتصف به من مزايا إيجابية فهي تؤمن كهرباء مجانية على مدار الساعة ولا تصدر صوتا مزعجا أو تتطلب تصليحا كل مدة، ولا ينبعث منها غازات سامة كمولدات الديزل، فهي اقتصادية مريحة في الاستخدام وصديقة للبيئة.
يحدثنا “جلال الحسين” من مدينة إدلب عن تجربته بالطاقة البديلة :” تعبت من تغيير زيت المولدة كل مدة فضلا عن الأعطال المستمرة كل مدة، فلجأت لشراء ألواح الطاقة الشمسية بعد أن نصحني بها معظم أصدقائي، ورغم أن تكلفة شراء الألواح مرتفعة، فيبلغ ثمن اللوح الواحد تقريبا 100 دولار، ويلزم على الأقل 3 أو 4 ألواح لتأمين كهرباء لتشغيل الإنارة وتلفاز وريسيفر بالإضافة لشحن الهواتف النقالة”.
ويضيف الحسين عن آلية عمل الألواح :” تقوم الألواح الزجاجية بامتصاص أشعة الشمس وتحولها لطاقة كهربائية عن طريق رافع الجهد أو ” الإنفرتر” وتخزن الطاقة الزائدة في بطاريات لاستخدامها في ساعات الليل عند غياب مصدر الطاقة الشمس”.
وعن سلبياتها يحدثنا “محمد” تاجر في سرمدا في ريف إدلب يبيع الألواح :” هناك إقبال شديد من الأهالي لشرائها، إنها ممتازة وذات جودة عالية إلا أن البطاريات التي تخزن الكهرباء إن استعملت بشكل جائر قد تحتاج للتبديل كل سنة، فضلا عن القصف الذي تتعرض له الأحياء السكنية من طائرات النظام، فشظية واحدة كفيلة بتكسير الألواح، ولا توجد سلبيات أخرى فمنافعها وإيجابياتها أكثر، وهي الرقم واحد في سوريا بتوليد الطاقة” طبعا ضمن الوقت الحاضر.
من يتجول في شوارع المدن والبلدات المحررة ليلا يجدها مظلمة وقد يتعثر أثناء سيره، لذلك عمد المجلس الهندسي في مدينة إدلب لدراسة مشروع إنارة الطرقات في المدينة عن طريق أعمدة الإنارة التي تعمل بواسطة الطاقة الشمسية، وبعد الموافقة على المشروع أصدر مناقصة وقدم المتعهدون فيها عروضهم وسيتم البدء بإنجازه خلال مدة زمنية قصيرة بعد أن يتم تأمين الرافعات وأعمدة الإنارة، وبحسب مهندس في شركة الكهرباء في إدلب يبلغ ثمن العمود الواحد 600 دولار، وسيتم تغطية كافة أحياء المدينة.
وكخطوة إيجابية قامت منظمة البنفسج بمشروع إنارة 5 مخيمات في ريف إدلب وتم تمويله من قبل منحة ” اتش بي اف” المقدمة من صندوق التمويل الإنساني، المخيمات هي (صامدون، وعائدون، وقادمون، والصدقة، والأمة) في منطقتي سلقين وباب الهوى، يسكن تلك المخيمات نحو عشرة آلاف نازح سوري، وبلغ عدد أعمدة الإنارة 85 عمودا مع ملحقاتها، وتعمل بشكل أوتوماتيكي فور غياب الشمس ولمدة 12 ساعة، بهدف الحد من السرقات ليلا ولتسهيل وصول سكان المخيم للحمامات والمرافق العامة ليلا.
المركز الصحفي السوري ـ سماح خالد