مما لا يشك فيه بأن الترفيه في حياة الإنسان ذو أهمية كبيرة، بحيث له فوائد كثيرة أهمها إراحة الأعصاب وتفريغ للطاقة السلبية التي تملأ الكيان النفسي للإنسان بالحزن والاكتئاب، ودفع الملل والضجر وضيق الصدر عن النفس و ضغوطات الحياة جانبا والتخفيف منها.
ومع هذه الثورة في المعلوماتية وانتشار عصر الانترنت والهواتف الذكية، فقد انتشرت الكثير من البرامج والألعاب تخدم الترفيه، ولكن سرعان ما تحول هذا الترفيه إلى إتجار بالبرامج والألعاب من قبل مصمميها، ومن أهمها ألعاب الأنترنت والتي انتشرت حديثا وهي من أكثر أدوات الترفيه انتشارا .
فقد ظهرت منذ سنوات قليلة هذه الألعاب، ومن أشهرها لعبة تسمى بـ clash of clans وهي لعبة مشهورها يلعبها عدد كبير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بصورة خيالية لما يصرف من وقت كبير عليه، والغريب أن الأب والابن يلعبونها.
نشاهد حاليا عددا كبيرة جدا يلعبونها، وهم يهملون واجباتهم سواء في الخدمة العامة أو الخاصة، والكثير من صالات الانترنت تشهد إقبالا شديدا عليها من قبل الكبار والصغار، فقد غزت العقل والفكر دون الوعي لخطورة متابعتها، والكثير من المواقف نشهدها بأن تحصل مشاجرات بين الكثيرين بسببها وربما وصلت إلى حد الاقتتال فيما بينهم، لكن لا أحد يلوم الأطفال على لعبهم لأن سنهم يسمح لهم باللعب، أما الكبار فيقع عليهم اللوم بشكل كبير، ومن أكثر النتائج السلبية لتلك الألعاب بأنها تشغل عن أمور الحياة وتلهي عن الأحكام الشرعية وأصبح السؤال المعتاد دوما كيف أحوال لعبتك أو قريتك دون الأسئلة الأخرى .
وقد انتشرت هذه اللعبة في الآونة الأخيرة وبشكل واسع بين مختلف طبقات المجتمع ويتم صرف الكثير من الأموال عليها وبنفس الوقت يتم بيع وشراء هذه اللعبة من قبل البعض، بحيث انتشرت حديثا في بعض المراكز بطاقات ائتمان لشراء أشياء داخل اللعبة ويحصد من خلالها ملايين الدولارات من الربح على حساب مستخدميها، والجدير بالذكر معرفة تلك الأرقام الصادمة عن حجم الأموال التي تصرف عليها،
فقد قامت شركة سوبر سل وهي شركة ألعاب وفرع من شركة “هلنسي” في فلندا بتصميمها، وهي من أنجح الألعاب التي تدر لها مليارات الدولارات يوميا، وهي تدير لشركة سوبر سل ما يقارب من 2.4 مليون دولار أمريكي يوميا وذلك تبعا لتقرير 2013 ، كما قامت شركة “اكسل بارتنزر” في عام 2013 باستثمار ما يقارب 12 مليون دولار في “سوبرسل”، وفي عام 2013 أيضا قامت شركة يابانية وهي شركة ” سوفتبنك وجونج ” بالتصريح بأنها قامت بشراء نسبة 51% من شركة “سوبر سل” مقابل مبلغ مادي حوالي 2.1 بليون دولار، وطبعا هذه الأرقام تضاعفت كثيرا في ظل الإقبال الشديد عليها في الوقت الحاضر.
بعد كل هذه الأرقام الصادمة و الانسياق الفكري وراءها والوصول إلى حد الإدمان والهوس باللعب فيها حتى في ساعات الليل المتأخرة، فبعض الأشخاص يتواجدون عليها حوالي ستة عشر ساعة يوميا، مما يثير الجدل حول تحريم هذه اللعبة وهناك فتاوى تدرس حاليا بتحريم هذه اللعبة لما لها من مخاطر على الفكر والعقل .
سالم البصيص
المركز الصحفي السوري