الطبيب عادل والفريق الذي يعمل معه في تضميد جراح المدنيين الأبرياء بإحدى العيادات على الحدود السورية التركية كانوا يعتقدون أنهم شاهدوا كل ما يمكن تخيله من إصابات بعد خمس سنوات على الحرب، لكن الغارات الجوية الروسية الأسبوع الماضي كشفت أن الأسوأ لم يأت بعد.
ويقول عادل إن قوة الحملة الجوية الروسية تسبب إصابات شديدة جدا تركت آثارها على طاقم الأطباء فجعلتهم يعملون على مدار الساعة للتعامل مع شدة وحجم الإصابات. وأضاف “لم نعد نعالج الجروح، والجثث تأتينا مقطعة الأشلاء“.
ويقول طاقم الأطباء إن جل الإصابات بين المدنيين بسبب القصف غير المميز للمناطق السكنية، بما في ذلك الأماكن التي كان يسعى السكان لإيجاد ملجأ فيها من القصف.
ويقول طبيب آخر يدير أحد الملاجئ إن طاقم العمل يشاهد إصابات شديدة وارتفاعا كبيرا في معدل حالات بتر الأعضاء، وهذه المشاهد تجعل أعصاب أفراده تنهار في بعض الأحيان، وقد يصرخون من هول المناظر لأن هؤلاء الناس من أهليهم الفارين.
ويقول أحد الثوار المصابين إن كثافة الغارات الجوية الروسية غيرت مجرى القتال في شمال حلب وإنها لا تتوقف، وكشف عن فجوة في فخذه جراء قنبلة.
يشار إلى أن القتال في شمال حلب قد يكون نقطة تحول في الحرب ويشكل تهديدا لمواقع الثوار في أنحاء المحافظة، كما يمكن أن يضع أجزاء واسعة من الحدود السورية التركية تحت سيطرة القوات الموالية للأسد خلال أشهر.
المصدر : ديلي تلغراف