قالت مجلة «نيويورك» الأميركية إن الميليشيات الشيعية، المدعومة من إيران، قامت بإعدام مئات المدنيين خلال عملية تحرير الفلوجة من تنظيم الدولة، مشيرة إلى وجود مخاوف كبيرة من أن ترتكب جرائم مماثلة خلال عمليات تحرير الموصل حاليا.
وأضافت المجلة، في تقرير لها، أن الآلاف من رجال الميليشيات الشيعة، الذين لديهم سجلات مروعة من القتل الطائفي، انضموا للقتال. ووفقا لمسؤولين عراقيين، فضلا عن مسؤول أميركي سابق رفيع المستوى في المخابرات يعمل في البلاد، فإن الحكومة العراقية حشدت الآلاف من رجال الميليشيات الشيعية لهذه العملية، لافتة النظر إلى أن الحكومة الإيرانية تتولى توجيه العديد من هذه الوحدات والميليشيات، ومعظمهم لديهم تاريخ طويل ودموي بقتل المدنيين.
وتشمل القوات المرسلة إلى الخطوط الأمامية قرب الموصل أعضاء حزب الله، والميليشيات اللبنانية التي صنفتها الحكومة الأميركية جماعة إرهابية.
وتابعت المجلة: «رغم أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ومسؤولي البيت الأبيض قالوا إنهم سيمنعون تشجيع السياسات التي من شأنها أن تؤجج التوترات العرقية والطائفية في العراق، فإن نشر الميليشيات الطائفية يحدث على مرأى ومسمع من المسؤولين الأميركيين، الذين يصرون على أن الميليشيات يمكن أن تكون مقيدة في تنفيذ أفعالها».
وقال مسؤول استخباراتي أميركي سابق: «إنهم يرتدون زي الجيش العراقي، لكن الجميع يعلم من هم». يوم الاثنين، ذكر معهد دراسات الحرب في واشنطن، أن اثنين من الميليشيات الموالية لإيران – كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق – انتقلوا إلى منطقة الموصل، ونحو ألفين من هذه الميليشيات جاؤوا من سوريا، حيث كانت تقاتل نيابة عن نظام بشار الأسد. وكلاهما لديه سجلات طويلة من القتل الطائفي من الحرب الأهلية في العراق.
توضح المجلة أن السبب الرئيسي لتحول الحكومة العراقية إلى الميليشيات الشيعية، أن الجيش العراقي غير قادر على مهمة تحرير الموصل بنفسه.
بالنظر إلى ما حدث في هجوم الفلوجة، فإن استخدام الميليشيات الشيعية في الموصل قد يكون كارثيا. وفقا لمسؤول عراقي، فإنه عندما تحركت الميليشيات إلى الفلوجة في شهر مايو الماضي، احتج القادة العسكريون الأميركيون على وجودهم وأوقفوا الضربات الجوية.
لكن المسؤول العراقي قال إن الميليشيات الشيعية لن تنسحب، هم فقط يرتدون زي الجيش العراقي، وأن القادة العسكريين الأميركيين على علم بأنهم يتنكرون. تقول المجلة إنه في عمليات الموصل، تسمح الحكومة الأميركية بالديناميكية نفسها، وتبنَّى المسؤولون الأميركيون موقفا غريبا، ففي حين عارضوا الميليشيات الشيعية التي تعمل داخل المدن السنية مثل الفلوجة والموصل، لم يعترضوا على الميليشيات التي تعمل خارج المدينة.;